منظومة الاعلام في الاتحاد تحتفل بالذكرى 75 لتاسيسها و"الشعب" تبدأ سنتها الرابعة والستين.
تهلّ يوم 01 ماي الذكرى الـ63 لتأسيس جريدة الشعب كمجلة/جريدة ناطقة باسم الاتحاد العام التونسي للشغل، منحازة لقضايا الشغالين وحاملة لهمومهم، ناشرة لمطالبهم ومواقفهم من كل المسائل النقابية والعمالية منها والوطنية والدولية ومعبرة عن رغائبهم في كل المجالات.
كان ذلك يوم 01 ماي 1959 لما اختارت قيادة الاتحاد بريادة الزعيم أحمد تليلي الأمين العام من 1957 الى 1963 اصدار مجلة شهرية تحت اسم " الشعب" ، تتولى نقل أخبار الاتحاد ومختلف أنشطته الى الراي العام النقابي والعمالي والوطني وتشهر مواقفه من كل المسائل، خاصة وان وسائل الاعلام العاملة في ذلك الوقت كانت مقلة في التعامل مع الاتحاد وشحيحة في الاهتمام بقضايا ومطالب العمال.
الشعب مقابل الامة
اختيار " الشعب" كعنوان لمجلة تعكس رؤى منظمة تناضل من اجل الحقوق والحريات جاء كنوع من الرد على عنوان آخذ بالانتشار والترديد المستمر آنذاك وهو " الأمة" كمفهوم واسع الدلالات على المستويين العربي والإسلامي وقام دليلا قاطعا على العلاقة الحميمة الواجبة بين الاتحاد والشعب التونسي بأغلب شرائحه.
مجلة "الشعب " ورثت ماضي جريدة " صوت العمل " التي أسسها الزعيم المؤسس الشهيد فرحات حشاد وصدر عددها الأول في 30 أفريل 1947.
وبذلك يمكن القول بكل اعتزاز أننا نحتفل بالذكرى 75 لتأسيس أول منظومة إعلامية أنشأها الاتحاد العام التونسي للشغل ونفخر أنها مازالت مستمرة رغم ما يشهده القطاع من صعوبات ومن تحولات.
في هذا الإطار، تمكن الإشارة الى أن هذه المنظومة أصدرت جريدة أخرى تحت عنوان " الخدام" وكانت تحرر باللغة الدارجة كما أشرفت على اصدار العديد من النشريات القطاعية ومن أمهات الكتب في مختلف الاختصاصات علما وانها امتلكت لنحو 50 سنة مطبعتها الخاصة.
ومن شهرية عند أول صدور لها في 1959، تحولت "الشعب " الى نصف شهرية من 1970 الى 1976 حيث أصبحت أسبوعية. وفي سنة 1985 كسبت رهان الدورية اليومية حيث صدرت منها خمسة أعداد فقط كانت كافية لتقض مضاجع السلطة وقوى راس المال وأعداء الحرية فاجتمعت لإجهاض تجربة كانت مؤهلة لتحدث نقلة نوعية في الصحافة التونسية بشكل خاص وفي الممارسة الديمقراطية بشكل عام.
طائر الفينيق
في 2004، أسست " الشعب" أول موقع الكتروني لها ضمنته كافة أعدادها ووثقت فيه مقالاتها وتحقيقاتها غير المسبوقة. وبالنظر لأهمية ما احتواه فقد أعدمه قراصنة العشرية السوداء في إطار عدائهم للاتحاد وللعمل النقابي ولكنهم أذكوا فينا جذوة الحماس المتجدد للنهوض من الرماد مثل طائر الفينيق والتحليق عاليا من خلال عدة نشريات ورقية جديدة منها على سبيل الذكر جريدة "المدنية "وجريدة "منارات" وعدد غير قليل من الكتب المتخصصة والمكتبات النقابية وكذلك أيضا من خلال عدة نشريات رقمية آخرها "الشعب نيوز"، كاشتغالنا الحثيث على بعث اذاعتنا النقابية.
ورغم العديد من الصعوبات ولا سيما المادية منها، فإننا نشتغل على مزيد التطوير والتنويع والسبق الى الحضور الميداني على الصعيد النقابي بالأساس وكذلك أيضا على اصعدة الشؤون الوطنية والثقافية والرياضية وحتى الدولية.