في كلمة له بمناسبة يوم العمال العالمي..الامين العام يؤكد ان الحركة النقابية تؤثر في السياسات الاقتصادية والاجتماعية
قال الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي خلال كلمة القاها اليوم الاحد غرة ماي بمناسبة الاحتفال بيوم العمال العالمي أنه متأكّد من أنّ إخلاصَهم لقضايا العمّال والتزامَهم بقيمِ الوفاءِ لشهداء الحركة النقابية والوطنية وحرصَهم على التعبير عن تضامُنهم مع نضالاتِ عمّال العالم وتضحياتِهم من أجل العدالة والكرامة والمساواة سيزداد تجذُّرًا ورسوخًا في هذه الظروف الاستثنائية حتّى لو حُرموا من متعةِ الالتقاء المباشر وحرارةِ التعبيرِ عن مواقفهم ومشاعرِهم من خلال تجمّعاتهم النقابية الحاشدة.
وتحدث الأمين العام عن مرورَ مائة وستٍّ وثلاثين سنة على إضراب عمّال مدينة شيكاغو الذي جابهته الرأسمالية بمجزرةٍ رهيبةٍ وبأحكامِ الإعدام في حقّ العمّالِ وقادَتِهم النقابيين لسحق هذا الإضراب وإسكات الصوت النقابي المطالب بالعيشِ الكريم والعملِ اللائق وتحديدِ ساعات العمل إلى ثمانية في اليوم، الصوتُ الذي لم يصمت بعد هذه المجزرة إذ قامت المظاهراتُ العمّالية بعده في كلّ مكان تنديدا بالجريمة وتصميما على تحقيقِ المطالب.
وأضاف انهم يحيون اليوم هذه الذكرى مُكبرين الصوتَ النقابي الصّادحِ في جميع أنحاء العالم تصديقا للكلمات الأخيرة التي نطق بها النقابي الثائر "أوغست سْبَايْسْ" أحدَ قادة إضراب شيكاغو قبل لحظات من إعدامه حين قال: "سيأتي اليومُ الذي يصير فيه صمتُنا أقوى من الأصوات التي تخنِقُونَها اليوم".
واعتبر انها كانت بالفعل صرخةُ عمّال شيكاغو أقوى من القمع ومن محاولاتِ تكميمِ أفواهِ النقابيين، بل كانت منطلقا جديدا لتصعيد كفاحِ الطبقة العاملة في العالم ومنعرجًا حاسما في مسارِ تعزيزِ تضامُنِهم وتجذيرِ نضالِها ضدّ الاستغلال الرأسمالي وضدّ قمعِ حقِّها في حريةِ التنظُّمِ والمفاوضةِ والإضراب...
وشدد على ان الطبقةُ العاملة وحركتُها النقابية تعلمت من مسيرتها النضالية ومن تضحياتِها الجسيمة وصراعِها ضدّ الظلم والعبودية والاستغلال، كيف تُراكِمُ التجربةَ وكيف تَبْنِي وحدتَها وتضامُنَها لتقويةِ التنظيم النقابي وتحقيقِ المكاسب ولعبِ دورٍ أساسي في صياغةِ القوانين والاتفاقياتِ الدولية في مجالِ العمل وتحسينِ ظروف عيشِ الشغالين وأُسَرِهم والتأثيرِ في السياساتِ الاقتصادية والاجتماعية على المستوياتِ القطرية والدولية.
