لا نحتاج لمن يلقننا كيفية الدفاع عن منظمتنا وعن انفسنا وخاصة أثناء محاكمة قيادة الاتحاد في 1978 (ح18)
سي حسين بن قدور رجل مهم جدا في تاريخ الاتحاد فقد برز في عدة محطات لعل اهمها أزمة 26 جانفي 1978 وأزمة 1985 فضلا عن مشاركاته اللافتة في العديد من جولات المفاوضات وحسن تسييره لادارة الاتحاد. لفت الانتباه أثناء محاكمة قيادة الاتحاد في 1978 برد قوي على ممثل النيابة العمومية حول ما سماه تلقين المحامين للمتهمين.
محمد الصالح يدعى حسين بن قدور
الرئيس: حالتك المدنية
بن قدور: محمد الصالح شُهر حسين بن طاهر بن عثمان قدور مولود بڤفصة في 20 مارس 1930 متزوج وأب لـ 7 أبناء مدير المدرسة الابتدائية بنهج أراقو بالعاصمة.
الرئيس: أنت متهّم بثلاث تهم (ويسرد التهم)
بن قدور: أنا بريء تمام البراءة ولي حجج قطعية تثبت براءتي لكن قبل هذا هناك جوانب قانونية لابد أن أتعرّف عليها.
الرئيس: مثلا.
بن قدور: أن أعطي للمحامين ويعطيني وأنا كنت انتظر هذا اليوم بفارغ الصبر لإعلاء كلمة الحق ولأثبت براءتي قطعيا ولنتبادل أنا والمحامي وجناب المحكمة العطاء وغايتنا جميعا الوصول الى الحقيقة،
الرئيس: هذه غايتنا أيضا فالأستاذ عبد العزيز بلقاضي هو محاميك وهو من ڤفصة مثلك وهو محاميك الأصلي واتخذت المحكمة قرارًا بتعيينه لك كما عيّنت لك الأستاذ بن ناصر وهو أيضا من ڤفصة فجانبك معزز ولا شيء يمنعك عن الاجابة.
بن قدور: أعرفهم كأشخاص «لا كقضية» لقد اتصل بي المحامون الأصليون ولم يطلعوني عمّا وصلوا إليه.
الرئيس: هل أنت مستعدّ؟
بن قدور: أطلب من جناب المحكمة تمكيني من الاتصال بمحامي فلقد بعثت برسالة لحاكم التحقيق أطلب فيها سماع شهود وبيّنت فيها كيف كنت أمارس العمل النقابي.
الرئيس: انّ الماضي لا يهمنا والمحكمة تطلب منك الاجابة على الجرائم الواقعة يوم 26 جانفي حيث أشرفت الحالة على أن تؤول الى حرب أهلية وذلك قصد تبديل هيئة الدولة.
بن قدور: أنا ذكرت الشهود لأبيّن الأرضية الصحيحة التي كنت أمارس عليها العمل النقابي وللقول إنّي بريء تمام البراءة ولي الحجج الدامغة التي تنفي عنّي هذه التهم نفيا قطعيـًا.
الرئيس: ومنها؟
بن قدور: أرجو أن تمكنوني من الاتصال بمحاميي.
٭ ممثل النيابة: يريد الاتصال بهم لتلقينه.
بن قدور: ليس للتلقين، نحن لا نحتاج لاحد يلقننا الدفاع عن انفسنا وعن الاتحاد.
الأستاذ شطورو: نطلب من المحكمة ان تسجّل كلمة ممثّل النيابة ونحن نحتجّ عليها اشدّ الاحتجاج ونرجو ان يسحبها بنفسه.
الأستاذ بن ناصر: لسنا في مسرح لكي نلقن.
الأستاذ زهير: كنت في جلسة أمس قد سجلت ما يقال عن الدفاع في المحكمة وخارجها ولا يمكن ان أسمح لأحد بأن يقول انّ الدفاع يلقن المنوبين، وأنا أطلب سحب الكلمة والاّ فإنّي أطلب بأن ترفع الجلسة لمدّة 10 دقائق لينظر المحامون في هذا.
الرئيس: المحكمة لا تعتبر ما صدر عن النيابة (ولابن قدور) هل تجيب.
بن قدور: بعد الاتصال بالمحامين.
الرئيس: اخرجوه.