شيرين ابو عاقلة حرة فلسطينية لن تصمت
بقلم: صبري الرابحي
كان ليكون يوما عاديا رتيبا لولا هذا الخبر الذي حرك العالم حول إستشهاد شيرين أبو عاقلة على خط النار الأعنف إطلاقاً.
كنا و لازلنا نعتبر أن آلة القتل الصهيوني لا تستثني أحد و أن السن و الجندرة و الصفة لا تحرك ضمير القتلة الراكن منذ 48 إلى وهم الوطن الموعود لشعب الله المختار..
لم يكن كافيا على الصهاينة إفتكاك الأرض و ترويع الآمنين و بث الرواية الواحدة عن السلام و حل الدولتين، لم يكن كافيا عليهم البطش و الغدر و الإنتصار لأكبر مد عنصري في التاريخ المعاصر و الأكثر توحشا حتى من ملاك مزارع القطن في أمريكا.
هذا الكيان لا أظنه يكتفي من التوحش إلا ببقائه وحيداً في الكون برمته ليبكي منفردا أمام حائط المبكى الذي لن يكون صالحاً إلا للبكاء على الإنسانية الآفلة.
و مرة أخرى نتبين عن كثب أن حرية الصحافة و عصمة الصحفيين من عنف الأنظمة ليس سوى وهما تبيعه الإمبريالية للإستهلاك العالمي و تستعمله لتجميل الوجه القبيح لنواياها التوسعية التي لا ترى في الإنسان إلا أداة تحركه كما تريد بما يخدم مصالحها.
هذه الأنظمة بلا شرف و ستبقى كذلك مادامت تواجه العزل بالرصاص و تحتمي بجيوشها من وقع الحجارة و القلم و الصورة و تتخذ لنفسها حصانة بعنفها المتنامي و لا تملك أية ضوابط.
إن الإنسان يولد ليحيا و يستريح إلى نومته الأبدية في غير غدر أو إستقواء لكن هذا الكيان لم يفهم يوما ما هو الإنسان حتى يحسن التعامل معه.
قتل و تهجير و إستيطان للأرض التي أبت إلا أن تكون عربية و أن تتكلم بعزة ملاكها أن لا دولة إلا دولة فلسطين و أن أنهار الدماء لا تصنع للقتلة البساتين لكنها تثبت الأقدام و تشحذ العزائم من أجل ثورة و تحرير و عودة.
أما الرجعية العربية المنتشية بتسويات اللقاءات و القمم و أخرى المهرولة للتطبيع طمعا و جبنا و مآرب أخرى للخائفين، أ ليس موعدكم مع الموقف قد حضر من غير شجب و غضب و تنديد؟ أ لا تستحق فلسطين منكم صوتا أقوى لا يهادن و لا يفاوض على سلام القتل و الدمار.. سلام من جانب واحد يقتل الضعيف و يدعوه إلى الإنضباط إلى ضعفه حتى لو كانت قضيته هي الأعدل.
و عن رجعياتنا الشعبية الباحثة في الدين و الجسد، أ ليست شيرين أبو عاقلة عروسا في جنة الموحدين أم أنكم متحفظون.
وحدها إمرأة عربية بحجم وطن تحرك العالم و تسلط الضوء على أعدل قضايا الإنسانية و تحرج العدو بكلماتها و تتناقل الأجيال صورتها كما نقلت هي لسنوات الخبر من الجبهة المتقدمة فلم يقدر عليها سوى الرصاص و رغم ذلك لم يسكتها...