وطني

وفاة محمد مواعدة رجل السياسة والفكر وصديق الاتحاد والمثقفين

توفي مساء الاثنين الاستاذ محمد مواعدة المناضل السياسي ورجل الثقافة والبحث الاكاديمي المعروف. بدأ العمل السياسي منذ شبابه وتولى مسؤولية حزبية في ولاية قفصة قبل ان ينفصل عن الحزب الاشتراكي الدستوري في مؤتمره المنعقد سنة 1971 ويشارك في تأسيس حركة الديمقراطيين الاشتراكيين التي تولى أمانتها العامة في التسعينات.

اختلف مع الرئيس بن علي الذي أذن بسجنه في وقت من الاوقات. ربطته علاقات جيدة مع قيادات الاتحاد العام التونسي للشغل حيث دافع عنها بشراسة لا سيما في ازمتي 1978 و1985. هو الى جانب العمل السياسي رجل ثقافة وباحث متمكن وقد عرفنا له على الاقل كتابين لافتين. الاول عن محمد الخضر حسين التونسي وغير المصري الوحيد الذي تولى امامة جامع الازهر في القاهرة ابان حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. كما ألف كتابا تحدث فيه بالتفاصيل عن علاقاته وخلافاته مع الرئيس بن علي.

وقد نعته حركة الديمقراطيين الاشتراكيين ببيان جاء فيه: "انتقل إلى جواره ربّه مساء اليوم الأخ محمّد مواعدة ثاني أمين عامّ لحركة الديمقراطيين الاشتراكيين بعد صراع مع المرض. ويعدّ الفقيد أحد مؤسّسي الحركة في أواسط السبعينات من القرن الماضي، دخل في صراع مع السلطة سواء في عهد بورقيبة أو بن عليّ انتهى بسجنه وتعذيبه وتشريده وتجويعه واتّهامه بشتّى أنواع التهم وترويع أسرته.
سياسي محنّك ورجل وطني أبى أن يغادر البلاد وظلّ على مبادئه مدافعا عن الديمقراطية والتعدّدية التي أرسى لبناتها الأولى في تونس.
وقد جمع الفقيد بين الممارسة السياسية والتحليل لمجمل الأوضاع الوطنية والإقليمية لما تميّز به من ثقافة وزاد معرفي غزير أثرى به عديد الدوريات والصحف وقد كان عضوا بالمؤتمر القومي العربي.
رحم الله الأخ محمّد مواعده ورزق أهله وذويه وأحبّته والعائلة الوطنية وكلّ رفاق دربه جميل الصبر والسلوان. وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.