وطني

في مدرسة فيها قاعة واحدة وليس بها ماء .. معلم يضطر لتدريس تلاميذه تحت اشعة الشمس

اضطر المعلم اكرم الظاهري من مدرسة الظواهر في بوحجلة  التابعة لولاية القيروان، مكرم الظاهري، اليوم الثلاثاء 17 ماي 2022، لتدريس التلاميذ تحت أشعة الشمس بسبب غياب قاعة درس.
وقد اكد المعلم خلال مداخلة له على إذاعة شمس اف ام ، أن المدرسة بها قاعة وحيدة وقد قاموا بتحويل مكتب المدير إلى قاعة درس وبسبب هذه الوضعية تم توفير حاوية حديدية لتدريس التلاميذ.
وفسر المربي بأن الحرارة في الجهة تصل إلى 40 درجة والحاوية حديدية مما يتسبب في ارتفاع درجة الحرارة داخلها لتصل إلى 50 درجة وبالتالي استحالة تدريس التلاميذ في الداخل وهو ما اضطره لتدريسهم خارجها.
كما أشار المعلم في مداخلته الاذاعية الى أن هذه المدرسة دون سور خارجي ودون طريق معبدة ودون ماء وقد ساهم فلاح في مدّ التلاميذ بالمياه معتبرا أنهم يعيشون كارثة إنسانية وأن ما يحدث هو عنف تمارسه السلطة على الأطفال وفق تقديره.
وطالب الظاهري بضرورة تحمل سلطة الإشراف لمسؤوليتها وتوفير قاعة تحفظ كرامة التلاميذ والمدرسين لافتا إلى أن كل الجهات من مجتمع مدني وأبناء المنطقة قاموا بجملة من التحركات لكن المندوبية الجهوية للتربية ووزارة التربية لم يتخذا أي قرار.
من جهتنا نعتقد ان هذه هي ام المشاكل وأكثرها دفعا للتحرك ضدها والمطالبة بمعالجتها قبل أي اشكال او مطلب اخر. فحرمان تلاميذ صغار من حقهم في التمتع بظروف ملائمة للتعليم ولتلقي الدروس، يعتبر إهانة واستنقاص من كرامتهم وتعد على حقوقهم وهضم لها.
ونرى انه ليس هناك امر اشد ايلاما من النظر الى أطفال صغار وهم يجلسون بلا ارادة منهم تحت حائط تلفحهم اشعة الشمس الحارقة، فترى في اعينهم وجع وضجر تشعرك بمدى قهرهم وحزنهم على ما يعيشونه من تهميش.
ومشكل البنى التحتية للمؤسسات التربوية هو من المواضيع التي لا ينتهي الحديث عنها ابدا..فرغم الميزانية الضخمة التي تخصص في وزارة التربية للبناءات والترميم، نجد ان اغلب مدارسنا تعاني من بنى تحتية اما مهترئة ومتداعية للسقوط وتمثل خطرا على حياة التلاميذ والاطارات التربوية والعملة او نجد مدارس تعاني من نقص فادح في عدد القاعات ويمكن ان يصل الامر الى وجود قاعة واحدة لتدريس كل المستويات على غرار مدرسة الحال "الظواهر ببو حجلة". هذا بالإضافة الى عدم توفر الماء في مؤسسات تربوية أخرى وعدم توفر الانارة والتجهيزات وما الى ذلك من حالات يندى لها الجبين وتنفطر لها القلوب.
فاين وزارة التربية من كل هذا؟ الا تتفاعل مع ما يعانيه التلاميذ والاطارات التربوية في عدد كبير من المؤسسات التربوية وخاصة في المناطق الداخلية والاحياء الشعبية؟ كيف للمندوبيات الجهوية للتربية ان تظل صامتة ولا تدفع نحو اتخاذ قرار يحفظ كرامة الصغار والمربين في الجهات التي يمثلونها؟ ثم أي مآل للملايين التي يتم رصدها من اجل تجهيز المؤسسات التربوية وترميمها؟ الا يفترض ان يكون التعليم في سلم اهتمامات الدولة شانه في ذلك شان الصحة والاقتصاد ؟

حياة الغانمي