رحيل شاعر الكلمة الرصاصة، الشاعر مظفر النواب
توفي منذ سويعات الشاعر العراقي المقاوم مظفر النواب، حيث وافته المنية اليوم الجمعة 20 ماي 2022 في مستشفى الشارقة التعليمي بالامارات بعد صراع مريب مع المرض، وكان مظفر النواب كان يستشرف موتته بعيدا عن أرض الرافدين عندما كتب وقال: " أصابحُ الليلَ مصلوباً على أملٍ/أنْ لا أموتَ غريباً ميتةَ الشبحِ ".
مظفر عبد المجيد النواب شاعر عراقي معاصر ومعارض سياسي بارز وناقد، تعرّض للملاحقة وسجن في العراق، عاش بعدها في عدة عواصم منها بيروت ودمشق ومدن أوربية أخرى، وصف بأنه "أحد أشهر شعراء العراق في العصر الحديث".
ولد مظفر النواب عام 1934 في جانب الكرخ من العاصمة بغداد، ثم درس في جامعة بغداد وانخرط بعد سنوات في العمل السياسي وانتمى وفقا لمعاصريه إلى الحزب الشيوعي العراقي.
غادر العراق عام 1963 بعد المضايقات التي فرضها القوميون على الشيوعيين والنواب واحد منهم، قبل أن يعاد إلى العراق قسرا من قبل "السلطات الإيرانية التي اعتقلته" وهو في طريقه إلى روسيا ويودع في سجن "نقرة سلمان" الشهير جنوبي العراق.
تمكن من الهرب من السجن عبر حفر نفق فيه وبقي متواريا عن الأنظار حتى عام 1969 عندما أصدر عفوا عن المعارضين وعاد إلى وظيفته في وزارة التربية العراقية بعد تخرجه من جامعة بغداد.
في عام 2011 عاد إلى العراق بعد فراق أكثر من 40 عاما واستقبله بشكل رسمي الرئيس العراقي الأسبق جلال طالباني المعروف بعلاقاته مع الشعراء قبل أن يعود ويغادره وبقي طيلة أكثر من عقد يعاني من مرض عضال.
عرف عنه مناهضته لحزب البعث ونظام صدام حسين، ووقوفه في قصائده الشعبية والفصيحة إلى جانب الفقراء والكادحين، واشتهرت قصيدته "القدس عروس عروبتكم" التي يشتم فيها الحكام العرب بسبب "تخاذلهم" في الدفاع عن القدس.
ناجي