القرارات الانفعالية لوزيرة الثقافة...وتخريب المخرب اصلا
يبدو ان السيدة حياة قطاط القرمازي وزيرة الثقافة في حكومة السيدة نجلاء بودن تصر على اتخاذ القرارات الانفعالية والمرتجلة التي لا تسيء فقط لها كوزيرة، بل للسياسة الثقافية في هذه المرحلة الغامضة والضبابية التي تتسم ببروز صنف من المسؤولين الكبار الذين اصبحوا يؤتون افعالا وسلوكات أقل ما يمكن ان توصف بها هي كونها صبيانية، فالجميع يتابع الفيديوهات والتسجيلات والتصريحات لعدد من الولاة والمعتمدين والمستشاربن والوزراء والمديرين العامين وغيرهم من المسؤولين الذين يضربون عرض الحائط روح المسؤولية والاستخفاف بمهامهم في أعلى هياكل الدولة.
السيدة وزيرة الثقافة لم تشذ عن هذه القاعدة بعد أن قررت اعفاء الكاتب والناقد الاسعد بن حسين من مواصلة الاشراف على تسيير بيت الرواية، والثابت والجلي من هذا القرار، انه جاء على خالية تدوينة كتبها الاسعد بن حسين على هامش حفل توزيع جوائز الكومار منذ اسبوع تقريبا،وهذا نص التدوينة كاملة: "حفل جوائز كومار، غادرت منذ قليل حفل توزيع جوائز كومار للرواية ويهمني أن أبدى بعض الملاحظات :
اولا لم تتم دعوتي من مؤسسة كومار لحفل توزيع الجوائز كمدير بيت الرواية وانتقلت إلى المسرح البلدي كمثقف تونسي وكاتب.
ثانيا ، ما حدث في الحفل فيه قلة احترام للكتاب فحين يقع اعداد ريبورتاج عن خمس وعشرين سنة من تاريخ الجائزة دون أن تظهر فيه صورة واحدة لروائي تونسي، وحين لا تمنح الكلمة للكتاب الفائزين بالجوائز ( بإستثناء الكومار الذّهبي) فهذا يدعو للاستغراب..
حين تكتفي وزيرة الثقافة بتقديم مجسدات الجوائز دون تقديم كلمة للفائزين ولا لأهل الأدب فهذا أيضا غريب.. خاصة أن للوزارة بيت رواية قام بعدة أنشطة عربية ومحلية سبق أن دعاها لحضور افتتاحها أو اختتامها ولم تفعل، وترضى بحضور باهت في حفل مؤسسة مالية فهذا أيضا يدعو للاستغراب..
جوائز كومار تقليد مهم في الساحة الثقافية ولجنتا تحكيم هذه السنة نزيهتان وجديتان ولا يمكن إلا أن تثمن مجهودها لكن تبقى الاحتفالية باهتة ودون المستوى المأمول..
هنيئا لكل الفائزين وسعادة خاصة بفوز الصديقين محمد الفطومي ووليد الفرشيشي، فوز مستحق وجاء ثمرة مثابرة ومكابدة..
شكرا للقائمين على جائزة كومار لكن أرجو أن يصغوا لملاحظات المتابعين ( منذ سنوات) حتى لا تشوب جوائز هذه المؤسسة أية شائبة..".
فعلى خلفية هذه التدوينة قررت الوزيرة اعفاء الكاتب والناقد الاسعد بن حسين من مواصلة الاشراف على تسيير بيت الرواية، وفي الواقع فأن هذه المؤسسة معفاة اصلا من الاهتمام من قبل الوزيرة، فلا دعم مادي لها ولا ميزانية محترمة مرصودة لها ولا تفكير عملي لتأثيث برامجها وانشطتها، فهذه المؤسسة خربة بتفقيرها وتهميشها وعدم الاهتمام بها شأنها ذات عديد المؤسسات الثقافية، ولم يحدث ان واكبت وزيرة الثقافة أحد الأنشطة التي تجتهد بيت الرواية في انجازها بما تيسر من ايمان المشرفين عليها وبرحابة صدر الكتاب الذين يحضرون مجانا دون مكافآت، فالوزيرة منشغلة باستقبال النكرات الذين تلفظهم مواقع التواصل الاجتماعي، ومنشغلة بالتقاط الصور في مكتبها معهم في الوقت الذي يعيش فيه عدد كبير من المثقفين حالات من الغبن بسبب التهميش المتعمد ضمن سياق ليس بالجديد عن الوزارة التي تعيش تحت سطوة بارونات معلومة، بيدها وحدها توجيه القرارات وتوزيع المليارات بما يخدم أصحابها ويسبل عليهم نعمة الاستمرار في نهش المال العام...
ناجي الخشناوي