وطني

حفيظ حفيظ.." الاتحاد يجدد دعوته للشروع الفوري في حوار شامل وحقيقي، دون قرارات مسبقة"

القى الأمين العام المساعد بالاتحاد العام التونسي للشغل حفيظ حفيظ في مؤتمر منظمة العمل الدولية كلمة هنأ من خلالها السيد كلاوديو موروني بمناسبة انتخابه رئيسا لهذه الدورة متمنيا له النجاح والتوفيق.

كما هنأ السيد جيلبار هوانغبو بعد انتخابه مديرا عامّا لمنظّمتهم معتبرا ان وضع أطراف الانتاج في العالم ثقتهم في ابن إفريقيا – مهد الإنسانية - لقيادة عالم العمل للمرحلة المقبلة فخرا واعتزازا للجميع.

وتوجه حفيظ حفيظ الى غاي رايدر بالشكر والتقدير للعمل الكبير الذي أنجزه بالمنظّمة وحقّق من خلاله الكثير من الإصلاحات والإنجازات الرائدة.

وبسبب تخصيصه لتقرير سنوي عن الانتهاكات السلطة على الشعب الفلسطيني وثالثا لتخليص لآخر تقرير يقدّمه لمؤتمر العمل الدولي للتطرّق إلى أوضاع البلدان الأقل نموّا في العالم.

وقال حفيظ حفيظ ان هذا التقرير جاء كناقوس إنذار من أجل ردّ الاعتبار للطابع الكوني للحقّ في التنمية العادلة لجميع شعوب الأرض وضرورة إعادة النظر في جوهر العلاقات الاقتصادية والمالية والعلمية والبيئية السائدة في عالمنا.

وتحدث الأمين العام المساعد بالاتحاد عن تضمّن تقرير السيد المدير العام قائمة للبلدان الـ46 الأقلّ نموّا في العالم من بينها 31 بلدا ينتمون لأغنى قارّة من حيث الثروات والموارد الطبيعية، إفريقيا، وهي مفارقة تبيّن حجم الاختلال وعمق الحيف والتمييز الذي تعاني منه البلدان الفقيرة وبخاصة في القارة السمراء.

وأضاف ان التقرير تضمن عديد المقترحات المتميّزة التي يمكن رفعها لمؤتمر الأمم المتّحدة الخامس حول البلدان الأقلّ نموّا المزمع عقده بالدوحة في مارس 2023.

وقال ان المحور الخامس لهذا التقرير قد جاء مشدّدا على أهمية تناسق السياسات وتعزيز التضامن الدولي لمجابهة هذا الوضع. وذكّر حفيظ حفيظ بحجم مساعدات البلدان المانحة مجتمعة، للبلدان الأقلّ نموّا والتي لم تتجاوز حسب البنك العالمي 23.5 مليار دولار في سنة 2021 وهو ما يمثل نسبة 1.36 بالمائة فقط من حجم انفاقها العسكري، و2.9 بالمائة فقط من ميزانية الدفاع للولايات المتّحدة الأمريكية.

واعتبر ان هذه الأرقام تؤكّد قناعتهم بأنّ تنسيق السياسات والتضامن لا يجب أن يقتصر على الترفيع في المساعدات المقدّمة للبلدان الفقيرة بقدر ما يستوجب إعادة صياغة الأولويات على مستوى دولي من خلال تصوّر جديد للتضامن والتعايش والأمن العالمي على وجه كوكبنا، موضحا تطلعهم الى أن تلعب منظّمة العمل الدولية بقيادة مديرها العام الإفريقي، وكذلك الحركة النقابية الحرّة والتقدّمية في العالم دورا طلائعيا في إرساء هذا النظام العالمي البديل المنشود.

وقال حفيظ حفيظ ان تونس تمر اليوم بأزمة اقتصادية ومالية واجتماعية ومؤسّساتية تهدّد جديّا المكاسب الديمقراطية التي حقّقها شعبنا بعد تضحيات استمرّت على مدى عقود تُوِّجت بثورة 2011 التي وضعت حدّا لنظام الاستبداد وأرست أسس دولة القانون. غير أنّ تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وتفاقم المديونية وعودة مؤشّر الفقر للارتفاع، وعجز النخب التي تولّت حكم البلاد من بعد الثورة على تطوير المؤسّسات الديمقراطية وعلى الاستجابة للانتظارات المشروعة لعموم الشعب ولشبابه بالخصوص في توفير العمل والحدّ من البطالة و الفقر وتحسين الخدمات العمومية من تعليم وصحّة وسكن ونقل وقدرة شرائية، أدّى كلّ ذلك إلى دخول البلاد في وضع تعطّلت فيه لغة الحوار ليحلّ محلّها ارتفاع منسوب التوتّر الاجتماعي وتصاعد وتيرة التجاذبات السياسية والخوف من عودة شبح الانفراد بالقرار والسلطة.

وشدد على ان الاتحاد العام التونسي للشغل الذي نال بالاشتراك مع حلفائه بالمجتمع المدني ومع شريكه الاجتماعي تقدير العالم بالحصول على جائزة نوبل للسلام لسنة 2015 بعد نجاحه في قيادة الحوار الوطني سنة 2014 وإخراج البلاد من أزمتها السياسية ومن خطر السقوط في حرب أهلية، يجدّد اليوم دعوته للشروع الفوري في حوار شامل وحقيقي، دون قرارات مسبقة، من أجل ترسيخ دعائم الحريات العامّة و الفرديّة و تطوير المؤسّسات الديمقراطية وتكريس مبدأ فصل السلطات وتوازنها والتوافق حول عقد اجتماعي جديد ومنوال تنموي بديل يعيد البلاد إلى سكّة التنمية والعدالة والاستقرار.

واكد حفيظ في كلمته اليوم على ان العالم يتطلّع إلى التنمية العادلة وإلى تحقيق السلام، ولا يمكن تحقيق السلام فعليّا ما دام أصحاب القرار السياسي في العالم يصرّون على اعتماد سياسة المكيالين في التعامل مع قضايا العالم وشعوبه.

وذكر حفيظ حفيظ بموقف الاتحاد الثابت الداعم للنضال المشروع للشعب الفلسطيني ضدّ الاحتلال والقمع والتمييز ومصادرة الأراضي وسياسة التهجير والتقتيل، داعيا كلّ قوى الحرية والسلام في العالم إلى دعم صمود الشعب الفلسطيني واستعمال شتّى وسائل الضغط لتحرير كلّ الأراضي العربية المحتلّة ولتمكين الشعب الفلسطيني من حقه، كسائر شعوب العالم، في إقامة دولته المستقلّة وعاصمتها القدس الشريف.