منطقة بن بشير بولاية جندوبة، موضوع الإصدار الجديد للكاتبة فاطمة بن بشر جلولي
صدر مؤخرا عن مركز البحوث والدراسات والتوثيق والإعلام حول المرأة (الكريديف) كتاب جديد باللغة الفرنسية للكاتبة فاطمة بن بشر بعنوان " المرأة الريفية : بن بشير 1952 – 1970". وقد جاء هذا العمل في 124 صفحة وهو من صنف التراجم والكتب الروائية، تناولت فيه الكاتبة طقوس الحياة الريفية خلال إقامتها لمدة سبعة عشر سنة كزوجة لأحد ملاكي الأراضي بمنطقة أو مشيخة بن بشير الواقعة شمال شرق مدينة جندوبة وعلى بعد كيلومترات منها.
وما يميّز هذا العمل الأدبي من ناحية المضمون أن الكاتبة كانت شاهدة ومشاركة في الأعمال والطقوس التي تحدثت عنها ممّا أضفى معنى أكثر عمقا للمحتوى، هذا من ناحية، من ناحية أخرى يحتوي الكتاب على وثائق وصور مدعمة، ساهمت في إثرائه وتثمينه.. كما يكشف هذا العمل أيضا عن رغبة ضمنية للكاتبة في دعم المرأة الريفية في هذه الربوع ورد الإعتبار لها.
من حيث منهج الكتابة آرتأت صاحبة العمل أن تتبع أسلوبا ينسجم مع أهم المراحل الحياتية للمرأة، بدء بالحديث عن طقوس الولادة ثم فترة الطفولة مرورا بفترة الشباب وصولا إلى الزواج التقليدي..وهو ما أكدته الكاتبة خلال تقديمها للكتاب بمقر الكريديف بالمنار2 يوم الإثنين 06 جوان 2022 (الجريدة الإلكترونية Leaders ).
ويضاف هذا العمل إلى مجموعة المؤلفات التي أصدرتها فاطمة بن بشر جلولي لا سيّما "المسرح البلدي بتونس" (1998)، "تونس ..تاريخ شارع "(2003)، " اللّباس الرجالي في تونس" (2006)، " تونس، حاضرة عربية ومتوسطية"(2019).
وجدير بالإشارة إلى أنّ الكاتبة هي تلميذة المؤرخ وعالم الإجتماع الفرنسي التونسي بول صيباغ، ومدرسة سابقة مختصة في علم الإجتماع ومنتجة لأوّل برنامج تلفزي مخصص للمرأة سنة 1967 ، ومساعدة سابقة لشيخ بلدية تونس مكلفة بالشؤون الثقافية.
ويمكن إعتبار هذا الكتاب إضافة نوعية حول منطقة بن بشير الخصبة من حيث المساهمة في الأحداث التاريخية الوطنية وأبرزها أحداث أفريل 1881 ضد دخول الإستعمار الفرنسي.. وبالرغم من ذلك تبقى معرفتنا حولها ضعيفة إن لم نقل منعدمة، كما لا تزال هذه المنطقة تعاني التهميش الإجتماعي والثقافي وهو ما يعطي لهذا الكتاب أهميّة إضافية إلى جانب بعده الثقافي والإبداعي.
بقلم: رياض بوسليمي