نقابي

احداث 26 جانفي1978 يرويها محمد شقرون

 بمزيد الاسى والحسرة ولكن بقلوب راضية بقضاء الله وقدره تلقينا خبروفاة أخينا وصديقنا المناضل النقابي محمد شقرون أثر أزمة صحية ترتبت عن اصابته بوباء كورونا الذي يأبى الا أن يأخذ منا الأعزاء علينا رحمهم الله جميعا ووقى بلادنا شره وغيره من الأوبئة.
بوفاته ، نفقد في الأخ محمد شقرون مناضلا يحتل مكانة بارزة في حلقات الربط بين أجيال النقابيين. فقد عايش وهو شاب يافع عددا كبيرا من المؤسسين وتعلم منهم الكثير وعمل بصفة مباشرة مع عدد منهم مثل الزعيم الحبيب عاشور وعبد العزيز بوراوي وخيرالدين الصالحي. كما عمل بصفة تكاد تكون لصيقة مع الزعيم الحبيب عاشور وتحمل معه وزر الازمتين اللتين عرفهما الاتحاد والنقابيون في جانفي 1978 وخريف 1985. وفي نفس الوقت فتح أبواب الاتحاد أمام الشباب المتعلم والمثقف حتى يتحمل المسؤولية النقابية في المصانع والإدارات ويرتقي في السلم النقابي الى اعلى المستويات حيث اننا نعد اليوم من قيادات المنظمة وكوادرها وطنيا وجهويا عددا هاما من الاخوة الذين انطلقت مسيرتهم بإشراف الراحل محمد شقرون في الاتحاد الجهوي بتونس او في الاتحاد الجهوي ببنعروس لما وقع تأسيسه في بداية الثمانينات.
ولا جدال في أن أخلاق محمد شقرون وكفاءته ونضاليته هي التي أهلته ،إضافة الى ثقة النقابيين فيه، الى شغل منصب الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بتونس وخاصة في امتداده الترابي القديم حيث كان يغطي كامل إقليم تونس الكبرى. كما ان خصاله مكنته من الحيازة على ثقة قادة الاتحاد في تلك الظروف التي اتسمت بصعوبات اقتصادية واجتماعية جمة عنوانها الأبرز دون شك هو انتفاضة الخبز، وأزمة نقابية داخلية نتجت عن استقالة 7 أعضاء من المكتب التنفيذي الوطني وتأسيسهم لمنظمة نقابية موازية جرت كلها في ظل أزمة سياسية خانقة سببها الرئيسي سباق خلافة الرئيس الحبيب بورقيبة.