وطني

هل كل كرسي شاغر يعني فراغا أم أن للشغور أحيانا رمزية المكان؟

قول على قول. بقلم سامي الطاهري

...والحال أن عمل "لجان الجمهورية الجديدة" (وبعيدا عن فكرة التأسيس السلفية الساكنة في عبارة "الجديدة" وكنت أحبذ على سبيل الانسجام لفظة بديلة عن جديدة) فإن هناك أسئلة كثيرة تطرح:
ما معنى "أنا ضد الكراسي الشاغرة"..؟

هل هذه المقولة صالحة لكل زمان ومكان؟

هل كل كرسي شاغر يعني فراغا أم أن للشغور أحيانا رمزية المكان الذي لا يعوضه أحد؟

وهل كل كرسي يجب ملؤه أم أن لبعض الكراسي لوثتها خاصة إذا كانت شبيهة بسرير بروكست؟ 
ما معنى أن ينط رئيس لجنة اللجان في كل يوم في وسائل الإعلام يهاجم ذاك ويشيطن هذا ويتولى لعبة التسريبات، وهو الذي تحدث عن ضغط الوقت وقد أمضى أغلبه في حفلات الشيطنة في المنابر الإعلامية؟

فبأي روح كتب الدستور وهو الذي بلغ به التشنج والتحامل والحقد أن كان يتناقض في اليوم مرات بشكل مثير للشفقة بلغ حد الوعد بنشر نص المشروع حال تسليمه إلى الجهة الرسمية ثم نقضه؟ 
هل نصدق من صمت دهرا على أذى النهضة وشركائها بل  ويزايد على الاتحاد متهما إياه بأنه يريد إرجاع منظومة الأخوان وأن التحركات النقابية وقرارات هياكل الاتحاد تصب لصالح الإسلام السياسي، وهو الذي انتفع من النهضة وتودد إليها مباشرة وخفية وهو الذي يعرف جيدا أن الاتحاد كان ومازال وسيظل هدفا للإسلام السياسي وهو يسعى مثله، متخيلا، أن يفعل بالاتحاد مايتخيل الإسلام السياسي، واهما، فعله؟
ثم، هل من باب الصدفة أن يترك للناس يومين لاتخاذ موقف من مشروع"دستور" طويل عريض للإجابة عليه ب"نعم" أو "لا"؟ أم أن العملية مدبرة للتضييق على أي رأي، والحال أن تمديد مهلة التفكير واتخاذ الموقف ولو على حساب مدة الحملة، من شأنه أن يعطي مصداقية أكثر لمسار متعرج وأعوج بطبيعته ومرفوض في أغلب سياقاته؟
ما الذي يمنع من وضع عتبة لقبول نتائج الاستفتاء بكل أريحية غير عقلية المرور بقوة وفرض الأمر الواقع؟ 
لماذا الصمت على مابعد الاستفتاء خاصة إذا كان التصويت بلا؟ وأي حكمة في عدم الخوض في القانون الانتخابي بالتوازي مع صياغة الدستور؟
أسئلة كثيرة تزدحم، لا يزيد وضع الغموض والتكتم والمناخ المتوتر إلا في حرقتها وتأجيج الإشاعات حول المسار عامة..  
........
ملاحظة: ستتعالى أصوات تقول بأن هذا خدمة لجبهة "الخلاص" التي بدورها تتلقف الفرص وتتصيد المناسبات وتريد أن تعطي الدروس، بل وصل بها الأمر إلى إعطاء التعليمات إلى أعضاء المكتب التنفيذي طالبة:"لا تهاجموا جبهة الخلاص.!" وهي لا تنفك عن الافتراء على الاتحاد وبث الشك والفتنة بمناسبة أو بدونها..
...............
#كلاكما_الوجه_والقفا