وطني

حبيب الميزوري للشعب نيوز:" منح التراخيص العشوائية لمؤسسات الدفع يهدد قطاع البريد "

رغم ان البريد التونسي وضع خدمة "سهلي جرايتي " على ذمة المتقاعدين إلا أن الاكتظاظ وطول الصفوف وعذاب الانتظار مازال السمة المميزة لمراكز البريد بسبب تنزيل الجرايات كل شهر. فهل ان الخدمة معقدة ولم يسهل استخدامها أم أن الخطة الاتصالية لتبليغ المتقاعدين بها عسرت الاطلاع عليها.

وحول هذا الموضوع افادنا نبيل الرايس المكلف بالاعلام في البريد التونسي ان الإدارة وضعت خذمة "سهلي جرايتي" على ذمة كل المتقاعدين لتخفيف الضغط على مكاتب البريد ولتسهيل عملية السحب للمعنيين بالامر من الموزعات الآلية، كما خصصت في كل مكتب شخص مكلف بالاعتناء بكبار السن ومساعدتهم على السحب. لكن المشكل حسب نبيل الرايس يكمن في العقلية السائدة، فاغلب المتقاعدين تخلوا طوعا عن هذه الخدمة والتحقوا بالمكاتب الداخلية. وقال ان المشكل لا يكمن في نقص في الخطة الاتصالية وفي طريقة التبليغ بقدر ماهو متعلق بالمتقاعدين الذين اصبح البريد بالنسبة لهم مكان التلاقي ولتبادل اطراف الحديث لاطول وقت ممكن. واعتبر ان بعض مراكز البريد قل فيها الاكتظاظ بشكل جيد، اما البقية ظلت مكتظة بسبب رفض المتقاعدين السحب بالبطاقات عبر الموزعات الالية.

من جهته صرح الكاتب العام لجامعة البريد حبيب الميزوري للشعب نيوز انه ومنذ شهر سبتمبر الفارط تم  بعث اكثر من 600 الف حساب افتراضي للمتقاعدين تمكنهم من سحب جراياتهم من الموزعات الالية البالغ عددها حوالي 400 موزع من بينها تقريبا 380 تشتغل وليس بها أي عطب. كما تم تسخير أعوان لمساعدة المتقاعدين والعائلات المعوزة على سحب الأموال. وقال محدثنا انه تم منح  الف بطاقة مجانية للعائلات المعوزة تمكنهم من السحب من الموزعات.

وأضاف الميزوري ان المشكل اليوم يكمن في عدم قدرة البريد على مستوى الإمكانيات المتاحة من انتدابات وبطاقات وغيرها، ليحسن اكثر في خدماته. فهذه المؤسسة ينقصها الدعم الكافي لتتحسن ولتصبح في مستوى الانتظارات.

ومن بين الأسباب الأخرى التي تجعل مكاتب البريد مكتظة باستمرار بالإضافة الى نقص الإمكانات هو منح التراخيص العشوائية لمؤسسات الدفع التي أصبحت تستحوذ على خدمات البريد وتحديدا الخدمات المالية التي لها هامش ربح كبير وقيمة مضافة على غرار ارسال الطرود وغيرها. في المقابل تترك الخدمات الاجتماعية للبريد باعتبار انه لا قيمة مضافة لها. وبالتالي ليس لها أي دخل مادي او ربح.

حياة الغانمي