دولي

العراق بلا كهرباء ظلام خانق وشوارع تطلب "النور"

على وقع أزمة سياسية محتدمة تعيشها البلاد منذ شهور، يدخل المواطن العراقي في أتون لهيب الصيف وسط انهيار بعض محطات الطاقة الكهربائية.

ومنذ 5 أيام تواصل درجات الحرارة في الارتفاع متجاوزة الـ52 درجة مئوية في بعض المحافظات الجنوبية والوسطى، بحسب بيانات رسمية لهيئة الأنواء والرصد الزلزالي في العراق.

ويعاني العراقيون في موسم الصيف سنوياً جراء الانقطاعات المستمرة للكهرباء وضعف التجهيزات اللازمة لمواجهة الطلب المتزايد في أثناء ارتفاع درجات الحرارة، رغم مليارات الدولارات التي أنفقت للنهوض بالقطاع.

ودائماً ما يشكّل شهر أوت في العراق، شهر المظاهرات والاحتجاجات الحاشدة التي تزيد بسبب اشتداد الحرارة وما يقابلها من تعثر واسع في أداء المنظومة الكهربائية.

وكان العراق قد أنفق خلال نحو عقدين، أكثر من 60 مليار دولار على إصلاح قطاع الكهرباء، دون أن يلتمس المواطن تحسناً في مستويات التجهيز بالطاقة بما يتناسب مع تلك المبالغ الطائلة التي صرفت إزاء ذلك.

وسجلت محافظات ميسان والبصرة وواسط، قبل 3 أيام انقطاع التيار الكهربائي، على وقع انهيار محطات التوليد جراء ارتفاع درجات الحرارة، قبل أن تعود للخدمة بعد نحو 8 ساعات.

والأحد، دخلت المحافظات الجنوبية، في ظلام دامس مرة أخرى، جراء انفجار الوحدة التوليدية الخامسة في محطة خور الزبير عند البصرة.

وحتى ظهر الإثنين، تمكنت الأجهزة الفنية في وزارة الكهرباء من استرجاع محطة التوليد الخامسة التي طالها الانهيار، والبدء تدريجياً بعودة الطاقة إلى المحافظات التي عاشتها ليلة دامسة الظلام وسط الحر الشديد.

في المقابل، خرجت مظاهرات غاضبة في عدد من المدن بمحافظات البصرة وميسان وبغداد، احتجاجاً على تردي الطاقة الكهربائية وتكرر مشهد الإخفاق في كل عام.

وتعالت مطالب جماهيرية بإقالة وزير الكهرباء عادل كريم والمسؤولين جراء فشلهم في تأمين خدمة الطاقة الكهربائية في ظل الأرقام الكبيرة التي استهلكت على ذلك القطاع دون فائدة.

وتأتي تلك الاحتجاجات بالتزامن مع حركة إصلاحية يقودها رئيس التيار الصدري ضد ممن أسماهم بـ"فاسدي السلطة وأتباع الخارج"، بعد اقتحام أنصاره قبل 10 أيام المنطقة الرئاسية وإعلان الاعتصام المفتوح عند مبنى مجلس النواب.

ورغم درجات الحرارة المرتفعة، تشهد المنطقة الخضراء تدفقاً كبيراً بأعداد المتظاهرين لمناصرة من بداخلها.

وتصل الطاقة الإنتاجية لمحطات التوليد العراقية إلى نحو 21 ألف ميجا واط، فيما تصل الحاجة الحقيقية للاستهلاك إلى أكثر من 35 ألف ميغاواط مع تصاعد على الطلب بمقدار 2% سنوياً.

ويعاني العراق من أزمة نقص كهرباء مزمنة منذ عقود جراء الحصار والحروب المتتالية. ويحتج السكان منذ سنوات طويلة على الانقطاع المتكرر للكهرباء وخاصة في فصل الصيف، إذا تصل درجات الحرارة أحياناً إلى 50 مئوية.