أفغانيات يبعن أولادهن تحت وطأة الجوع
تحدثت تقارير أجنبية عن مدى سوء الأوضاع التي وصلت إليها أفغانستان بعد عام من حكم طالبان.
وتناولت صحيفة "تايمز" البريطانية قضية بيع الأمهات الأفغانيات أطفالهن بمقابل مادي لضمان توفير الطعام لباقي أفراد الأسرة.
وتناولت الصحيفة قصة فرهينة (28 عاما)، معلمة من مايامانا الأفغانية، التي باعت ابنتها ليلى ذات الأربعة أشهر منذ ما يقارب العام مقابل 2000 جنيه إسترليني لأسرة من كابول؛ لضمان أن يتمكن بقية أفراد أسرتها من تناول الطعام.
وكانت الأم لستة أطفال ممنوعة من العودة لتعليم طلابها بعدما سيطرت طالبان على المدينة منذ عام بالضبط، في 15 أوت 2021.
وبدون وجود مصدر دخل، وزوجها العالق في إيران، قالت إن أطفالها كانوا جياع وإن أكبرهم دخل المستشفى بسبب سوء تغذية حاد، وعندما أخبرتها إحدى جيرانها أن زوجين عقيمين كانا يبحثان عن عائلة مستعدة لتبيعهما طفلا حديث الولادة، قالت "فرهينة" إنها مهتمة بالأمر.
ومنذ استيلاء طالبان على البلاد العام الماضي، قالت منظمات دولية إن عملية بيع العائلات في أفغانستان لأطفالهم حديثي الولادة للغرباء أصبحت "ممارسة شائعة"، ويشارك العاملون بأجنحة الولادة على نحو متزايد في تسهيل عمليات البيع.
وقال متحدث باسم المنظمة الأفغانية للإغاثة والمساعدات الإنسانية إن التجارة، المحظورة في ظل حكم طالبان والتي تجرى سرا، "نادرا ما لوحظت" قبل سبتمبر الماضي، لكن خلال الشهور الأخيرة، كانت الجمعية الخيرية تتعامل مع "عائلتين على الأقل في الأسبوع" باعوا طفلا.
وعندما حولت طالبان البلاد إلى إمارة أفغانستان الإسلامية، جمدت الولايات المتحدة 7 مليارات دولار من الأصول الأجنبية بالبنك المركزي. وتسببت إضافة العقوبات الدولية وتراجع تمويل التنمية في انزلاق البلاد في أسوأ أزمة جوع خلال عقود.
كما تسببت قيود طالبان على عمل المرأة في أن تخسر البلاد أكثر من مليار دولار، بحسب الأمم المتحدة، مما يزيد من المستويات "الكارثية" لإنعدام الأمن الغذائي، وأصبح أكثر من 900 ألف شخص عاطلين عن العمل منذ سيطرة الحركة على البلاد.
ومن المفهوم أنه في بعض الحالات أعطت الأمهات أطفالهن إلى غرباء بدون مقابل على أمل أن يوفروا لهم الغذاء والمأوى بينما لا يمكنهن ذلك.
وفي سياق متصل، قال مسؤولون أمريكيون لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن قررت أنها لن تفرج عن أي من الأصول الأجنبية البالغ قيمتها سبعة مليارات جنيه الموجودة في البنك المركزي الأفغاني على الأراضي الأمريكية، وإنها علقت المحادثات مع طالبان بشأن الأموال بعد مقتل زعيم تنظيم القاعدة في كابول.
ويغير القرار المؤشرات المبكرة لإحداث تقدم في المحادثات بين الولايات المتحدة وطالبان ويوجه ضربة لآمال التعافي الاقتصادي في أفغانستان حيث يواجه الملايين الجوع بعد عام من حكم الحركة.
وطبقًا للصحيفة الأمريكية، كشفت الضربة الأمريكية بطائرة مسيرة التي قتلت أيمن الظواهري، زعيم طالبان، الشهر الماضي خلافات داخل الحركة وأثارت المخاوف لدى الغرب من تجدد الإرهاب العالمي النابع من أفغانستان.