هلال بن عمر يرصد 10 احتمالات تجعل المتفرج عازفا عن الفنانين التونسيين
الشعب نيوز/ كعب. نشر الدكتور هلال بن عمر، الاستاذ الجامعي بالمعهد العالي للموسيقى بصفاقس، تدوينة على صفحته الخاصة ضمنها ألمه الكبير من الوضع الذي تقع معاملته به وغيره من الموسيقيين والفنانين الذي يشبهونه.
هلال بن عمر عازف متميز، بل مبهر، على الكمنجة، له عدة معزوفات وأعمال موسيقية لافتة، لكنها لا تلقى الاهتمام الذي يجب ولا تلقى من الناس التجاوب المطلوب. ولا تتاح له ولها الفرصة ليصلا الى الجماهير وخاصة جماهير المهرجانات.
ماهو السبب؟ السؤال مطروح على الجميع، وما نشرنا للتدوينة الا مساهمة في طرح الاشكالية بكامل الجدية.
كتب هلال بن عمر في لغة تونسية دارجة سهلة وبسيطة ولكننا اخترنا ان نقترب بها الى الفصحى تعميما للفائدة. يقول: "أنا فنان تونسي، تابعت جميع مراحل التعليم في مختلف مستوياته. أما عمليا وتحديدا في مجال العزف، فقد لحّنت، وزّعت، كتبت أغاني، ابتكرت معزوفات، قمت بقيادة فرق موسيقية من أصغرها الى أكبرها." يتوقف ليقول انه "لا فائدة في مزيد الحديث عن نفسي"
فوجئت مثل بقية الأصدقاء الذين يشبهونني بالكم الهائل من المواطنين التوانسة الذين اقتطعوا تذاكر تخول لهم حضورحفل "النوردو" أو قبله حفل "البلطي".
يضيف معلقا:
هناك نقطتان جعلتاني أُمعن التفكير ( بطبعي أحب التفكيرعملا بمقولة أنا أفكّر اذا أنا موجود) وقلت لنفسي " الأكيد أنّك غاااااالط يا هلال في مسيرتك الفنية بكلّ المقاييس".
انت "ما تعبيش" أي لا تملأ المسرح فيما أن شخصا آخر جاء وغنّى بطريقة الـplayback، وبدون فرقة موسيقية طبعا...استطاع ان يملأ المسرح مرتين double complet بين داخله وخارجه، علما أن رصيده لا يزيد عن 4 أغان.
اكتشفت حينئذ انني وزمرة الفنانين الذين يشبهونني مخطئون بسبب واحد من هذه الاحتمالات :
1- معاهد الموسيقى بتونس لا تحسن تكوين فنان يجلب جمهورا.
2- السياسة الثقافية ببلادنا تغرّد خارج السرب.
3- دروس الموسيقى التي يتلقاها التلاميذ في المعاهد مغلوطة ولا تتماشى مع العصر.
4- التلفزة في بلادنا اشتغلت على مشروع ثقافي كبير تحت عنوان تقزيم الثقافة في البلاد مقابل النهوض ب "فنانين" أوشكوا أن يقيموا معنا في بيوتنا ( وين ما تدور تلقاهم)
5- المؤثرين في المجال الاعلامي فرضوا على جميع التوانسة نمطا موسيقيا دون سواه، ارساءا لمبدإ حرية التعبير ما بعد الثورة ، وبالتالي صارعاديا أنك لما تفتح التلفاز، تفاجئ بأناس لا يشبهوننا، لا في مناظرهم ، ولا في كلامهم ولا في لباسهم ولا في طريقة نطقهم ولا في أي شيء.
6- الاذاعات وما ادراك ، انخرطت في المؤامرة وصارت تبث كل شيء الا اعمال الفنان التونسي. موضوع سبق لي ان تحدثت فيه من قبل وتمنيت أن الهايكا تتدخل لانقاذ الهوية التونسية من هذا الانزلاق الخطير.
7- المهرجانات بعثت على ما أذكرللرقي بالذوق العام والاستفادة من تجارب الحضارات الاخرى، ولم تجعل لملء المسارح، باش " تعبي"
8- العازفون الذين كونتهم الدولة هاجروا وتركوا البلاد من فرط القهر، فمن العادي أن لا ياتي الجمهور ليتفرج عليهم، لانه في المقابل يتفرج في موسيقى مسجلة بكمبيوتر في 1/4 ساعة ويسمع صوت وقع تصحيح نبراته.
9- إن المهرجانات لم تبعث كي تحقق ارباح مادية ...
10- تعبت.