ثقافي

مدير مهرجان العبادلة الدولي عمري الزواوي: نجحنا رغم الصعوبات المالية والامنية ونطالب بتوسيع المسرح

الشعب نيوز / أبو إبراهيم .  شهد مهرجان العبادلة الدولي بسبيطلة في دورته 41 نجاحا لافتا من حيث حسن الاختيار والمضمون الهادف والتنوع الذي ضمن الاستجابة لكل الاذواق.

وقد تنوعت فعاليات المهرجان بين المسرح والطرب والفن الملتزم والفن الشعبي والراب وغيرها من الفنون والعروض. وقد كان لإدارة مهرجان سبيطلة ولتظافر جهود أبناء المدينة الأثر البارز في إنجاح هذه الدورة من المهرجان.

في هذا الإطار التقت الشعب نيوز بالسيد عمري الزواوي مدير المهرجان الذي أكد ان الدورة 41 عرفت نجاحا مهما رغم الصعوبات المالية والأمنية مشددا على الدور التنموي للمهرجان.

وذكر السيد عمري الزواوي في حديثه للشعب نيوز ان انطلاقة المهرجان لم تكن سهلة نظرا لوجود إشكاليات مالية وامنية وشرح  ان الوزارة رصدت للمهرجان 30 الف دينار فقط عوض 170 الف دينار وفق ما هو معمول به وتنقسم هذه المنحة الى 70 الف دينار في شكل تحويل مالي و100 الف دينار في شكل تكفل بحفلات كبرى.

وقال ان ادارة المهرجان قامت بعديد المساعي ليتم رفع المنحة الى 80 ألف دينار عوض 30 ألف دينار التي اقترحتها الوزارة ورغم ان المشكل المالي لم يحل بشكل نهائي فان إدارة المهرجان قررت المضي قدما في تنظيم المهرجان.

وشدد السيد مدير المهرجان على ان المهرجان تحصل على 60 بالمائة من منحة الوزارة و50 الف دينار من الولاية و20 الف دينار من المندوبية الجهوية للثقافة وأشاد في هذا الاطار بالدور المهم الذي قامت به بلديات سبيطلة الثلاث عبر تقديم المساعدة المالية للمهرجان والتي تقدرت بنحو 20 الف دينار من بلدية سبيطلة وحوالي 08 الاف دينار من كل من بدلية الشرايع والرخمات.

وقال السيد عمري الزواوي ان المشكل الثاني الذي اعترض تنظيم المهرجان هو رفض الجهات الأمنية تامين المهرجان بحجة عدم خلاص ديون سابقة وازاء هذا الموقف تم التوجه نحو تامين المهرجان بطاقات أبناء الجهة او بالتعويل على شركات امن خاصة ولكن تدخل السلط الجهوية ممثلة في السيد والي الجهة حسم المسألة.

الحضور المجاني يرهق الميزانية

ونوه عمري الزواوي بتدخل والي الجهة بهدف ايجاد الحلول حيث سعى الى صرف المنحة المخصصة للمهرجان في وقت سريع وهي منحة مقدرة بنحو 50 الف دينار مما مكن من صرف مستحقات تأمين المهرجان والمقدرة بحوالي 15 الف دينار.

وشرح ان التأمين يشمل ثمانية حفلات تم خلاص اربع عروض على ان يتم صرف البقية اثر انتهاء المهرجان.

واثر كل هذه الصعوبات انطلق المهرجان الذي تم افتتاحه يوم 21 جويلية ليتم تعليق النشاط الى ما بعد الاستفتاء أي يوم 28 جويلية.

 وتحدث السيد عمري الزواوي عن الدور التنموي للمهرجان باعتبار الحركية التي أحدثها ثقافيا وتنمويا وقال ان المهرجان ركز هذه الدورة على فكرة الذهاب الى المناطق الريفية ومنح متساكني تلك الأرياف الحق في الثقافة ومن ذلك تنظيم عرض مسرحية لعبد القادر دخيل في منطقة الهراهرة وعرض راي خاص بمنطقة الرخمات وقال العرض الذي برمج في الأساس ليعرض في منطقة الرخمات وقع نقله الى المسرح الاثري بسبيطلة لأسباب امنية غير ان الجمهور المستهدف كان كله من أبناء الرخمات وقال ان المهرجان الثقافي يمكن ان يكون قاطرة للتنمية وخاصة في ظل ربط سبيطلة بالتراث الثقافي العالمي.

 وعن مضمون العروض ، قال السيد عمري الزواوي ان إدارة المهرجان حرصت خلال هذه الدورة على تنويع المضمون وعلى تكريم الفنان والمبدع التونسي عبر التعويل عليه في إنجاح المهرجان كما تم تنظيم عروض تنشيطية لفائدة الأطفال وعروض خاصة بفن الشارع.

وأشار الى حضور المسرح بقوة من خلال ثلاث مسرحيات وهي عرض جعفر القاسمي "جعفور نسخة فرنسية" وعرض "غسالة البنادر" لفرحات هنانة وسفيان الداهش، ومسرحية "بيعة وشرية" لعبد القادر دخيل.

وقال ان الفن الشعبي كان حاضرا بقوة من خلال العرض الفني الرائع والمميز للفنان فوزي بن قمرة الذي اطرب جمهور سبيطلة كما ان الفن الملتزم كان ايضا حاضرا من خلال عرض الفنانة روضة عبد الله كما حضر الفن الطربي بعد ان قامت الفنانة يسرى محنوش بتأثيث حفل الاختتام الذي كان رائعا على كل المستويات كما حضر الفن الفرجوي من خلال العرض المميز "للفزغة".

ونوه السيد عمري الزواوي بنجاح العروض الخاصة بالراي وبالراب وقال ان عرض الفنان عليلو كان ناجحا كما ان عرض "جنجون" ابهر الجمهور مشيرا الى نجاح عرض الموسيقى الالكترونية لاحمد بن جامي وتحدث الزواوي عن خصوصية الجهة معتبرا ان الذائقة الثقافية للجهة متنوعة مع ميل خفيف الى نوعية خصوصية تتمثل في فن الراي والراب وهو ما قد يساهم مستقبلا في رسم ملامح خصوصية المهرجان توسيع المسرح.

وشرح السيد عمري الزواوي ان إدارة المهرجان وقفت على عديد النقائص التي سيتم تداركها في المستقبل وخاصة المسألة الأمنية وشرح ان تأمين المهرجان مهم جدا لوقف نزيف الحضور المجاني الذي ارهق المهرجان هذه المرة وكان عائقا امام تحقيق عائدات مالية محترمة تمكن من تغطية المصاريف.

وقال ان عائدات المهرجان بسبب الدخول المجاني، نتيجة ضعف التامين. وأكد ان ضعف تأمين المهرجان يعود لسبيين وهما الأداء الأمني الذي قد يكون تأثر بالإشكاليات المالية المطروحة في بداية الدورة من ناحية، وتعدد مداخيل المسرح الاثري بشكل يعقد تأمينه، من ناحية أخرى.

وقال ان عائدات المهرجان لهذه الدورة لم تبلغ 14 ألف دينار والحال ان عائدات حفل واحد في السابق بلغت 15 الف دينار. واعتبر السيد عمري الزواوي ان اهم مطالب إدارة المهرجان في المرحلة المقبلة هو توسيع المسرح من أجل رفع طاقة الاستيعاب ومن اجل تسهيل عملية التأمين.