نقابي

تحديات كبرى تواجه المطبعة الرسمية، فأي مصير ينتظرها ؟

الشعب نيوز / صبري الزغيدي .  تشهد المطبعة الرسمية  منذ مدة العديد من الصعوبات على مستويات عدة، جعلت من العاملين فيها يدقون ناقوس الخطر حول مصيرها وافاقها ومستقبلها والذي يجعل ايضا من السلطات ان تتحمل مسؤولياتها وحماية هذه المؤسسة العريقة من شبح اندثارها الذي بدا يلوح في الافق فبحكم التحول الرقمي الذي يحدّ من الاستعمال الورقي، فإن هذا المشكل بات  يهدد وجود المطبعة الرسمية وديمومتها، خاصة في غياب استراتجية واضحة المعالم لمواكبة الرقمنة وتنويع الانشطة على غرار المطابع الرسمية في كل دول العالم ( لكل دولة في للعالم مطبعتها الرسمية )  التي تختص الآن في مجال الطباعة الرقمية و المحامل الالكترونية و الطباعة الأمنية التي تتضمن عناصر امان عالية الدقة والسرية لا يمكن تقليدها أو افتعالها وهذا في حد ذاته سيمكن من رفع رقم معاملاتها و من ضمان ديمومتها و المحافظة عليها كمنشاة استراتجية من ركائز الدولة الحديثة.

الشعب نيوز اتصلت بالاخ صبري المانسي الكاتب العام للنقابة الاساسية للمطبعة الرسمية وعضو الجامعة العامة للاعلام وتحدثت معه عن الحلول الني من الممكن اتخاذها لحماية هذه المؤسسة وضمان ديمومتها، فأكد ضرورة العناية بها من سلطة الاشراف( رئاسة الحكومة) من خلال فتح باب الانتداب لتدعيم الموارد البشرية بعد التراجع الحاد في عدد الاعوان و خاصة الفنيين من اكثر من500  عون قبل 2011الي أقل من 300 حاليا.

محدثنا شدد ايضا على وجوب ربط تسيير المنشأة بعقد أهداف واضح وتمكين الاعوان من التكوين الضروري لمواكبة التطور التكنولوجي في مجال الطباعة، وتثمين الخبرة و السمعة التي اكتسبتها المطبعة الرسمية و استثمارها في الولوج لاسواق خارجية خاصة الافريقية التي تسعى لكسب تجربة في مجال الطباعة .

الاخ صبري المانسي اكد كذلك اهمية النهوض بالجوانب الاقتصادية و الاجتماعية للاعوان والتي اعتبرها دون المستوى مقارنة بعديد المؤسسات العمومية الاخرى.

لمحة تاريخية

المطبعة الرسمية تأسست في 22 جويلية 1860  على يد الجنرال حسين في عهد الصادق باي، مقرها تونس  العاصمة (المحروسة) وهو مقر الفرقة الراشدية الآن .

تختص المطبعة الرسمية  باصدار الأوامر العليا للاسرة الحاكمة ( المراسيم ،القوانين،الاوامر ...)، في الحقبة الاستعمارية اصبحت لها نسخة بالفرنسية تسمى le journal tunisien، وبعد الاستقلال اصبحت الرائد الرسمي للجمهورية التونسية.

انشطتها الحالية هي نشر الاوامر و القوانين و طباعة جميع المجلات القانونية  les codes والوثائق الإدارية للدولة، كما لها دور كبير في الاستحقاقات الانتخابية من طباعة كل ما يتعلق بالعملية الانتخابية بحرفية عالية و في اجال قياسية بشهادة كل هياكل الدولة و خاصة الهيئة العليا للانتخابات.

وتُعتبر هذه المؤسسة من اكبر و اعرق مؤسسة لا زالت على قيد الحياة في تونس  منذ 162 سنة ، والعاملون فيها خائفون من الاندثار كما حصل مع مطبعة الشركة التونسية للتوزيع .