دولي

عام دراسي جديد في اليمن وتلامذة يغيبون بسبب الحرب والفقر

يدفع تردي الأوضاع الاقتصادية الكثير من الأطفال للعمل لمساعدة أسرهم في بلد تتهدده المجاعة، بدلا من الانضمام لأقرانهم على مقاعد الدراسة مع بدء العام الدراسي الجديد.

ويدور نزاع في اليمن منذ العام 2014 بين المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران وقوات الحكومة يساندها تحالف عسكري بقيادة السعودية. وتسبّبت الحرب بمقتل مئات آلاف الأشخاص بشكل مباشر أو بسبب تداعياتها، وفق الأمم المتحدة.

لكن منذ الثاني من أفريل، سمحت الهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة بوقف الأعمال العدائية واتّخاذ تدابير تهدف إلى التخفيف من الظروف المعيشية الصعبة للسكان، في مواجهة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

ومع بدء العام الدراسي الجديد، تقول منظمة "يونيسيف" إن اليمن يواجه "أزمة تعليمية حادة"، مشيرة إلى أن "النزاع والانقطاع المتكرر في التعليم في جميع أنحاء البلاد وتفتّت نظام التعليم أثّرت بشكل عميق على التعلّم وبشكل عام على التطوّر المعرفي والعاطفي، وعلى الصحة النفسية ل10,6 مليون طفل في سن الدراسة في اليمن".

وتقدّر اليونيسف أن هناك "أكثر من مليوني طفل خارج المدارس، بزيادة تقارب نصف مليون منذ بدء النزاع في العام 2015".

وتشير المنظمة إلى أن "النزوح المتعدد وبُعد المدارس ومخاوف السلامة والأمن بما في ذلك مخاطر المتفجرات، والافتقار إلى المدرّسات، ومرافق المياه والصرف الصحي، عوامل تزيد من أزمة التعليم".

وبعد مرور أكثر من سبع سنوات على النزاع، واحدة على الأقل من كل أربع مدارس غير صالحة للاستخدام بسبب النزاع.

وبدأ العام الدراسي في محافظة تعز الأسبوع الماضي، وتوجه أكثر من 500 ألف تلميذ وتلميذة إلى مقاعدهم الدراسية في ظروف قاسية.

وبالنسبة للطلاب والطالبات، فإنهم يواجهون مخاطر من نوع آخر، من بينها نيران القناصة.

في مديرية التعزية، هناك حواجز ترابية لحماية الطلاب من الاستهداف اثناء ذهابهم الى المدرسة.

وتعز هي إحدى أكثر المدن تأثّرا بالحرب منذ بداية النزاع في منتصف 2014. وتخضع المدينة التي تحيط بها الجبال ويسكنها نحو 600 ألف شخص، لسيطرة القوات الحكومية، لكن المتمردين يحاصرونها منذ سنوات، ويقصفونها بشكل متكرر. ولم يتمّ حتى الآن إحراز أي تقدم بشأن فتح الطرق المؤدية إلى تعز رغم إجراء جولات محادثات برعاية الأمم المتحدة.

وتؤدي حواجز الطرق والتحويلات العديدة إلى مضاعفة تكاليف النقل أربع مرات وتعقيد إيصال المساعدات الإنسانية وتحرم العديد من اليمنيين من الوصول إلى الخدمات الأساسية.

ويعاني التلامذة في كل المناطق الأخرى سواء كانت تحت سيطرة الحوثيين أو تحت سيطرة القوات الحكومية من مشاكل تسرّب مدرسي ومعايشة للموت والحرب.