آخر ساعة

كفر عقب أو المنطقة حيث "لا قانون ولا سلطة" في القدس الشرقية

في وسط طريق رئيسي في كفر عقب بين رام الله والقدس، تقوم سيارة ومعها عدد من الدراجات النارية بالدوران و"التشحيط"... قبل سنة، تسبّب تشحيط مماثل بشجار عائلي أدى الى مقتل أربعة أشخاص في المنطقة.

وتبعد كفر عقب قرابة عشرة كيلومترات شمال مركز مدينة القدس. للوصول اليها، يجب اجتياز معبر عسكري وجدار خرساني يبلغ ارتفاعه أمتارا عدة. إذ إن المدينة تقع قرب رام الله، خلف "السياج الأمني" الذي أقامه الكيان الصهيوني في الضفة الغربية المحتلة.

واحتل الصهاينة المنطقة عام 1967 كجزء من القدس الشرقية التي ضمتها اليها وجعلتها تحت سيادتها وتشرف عليها بلدية القدس الفلسطينية.

لكن المنطقة مهملة، وبات سماع إطلاق النار فيها شيئا عاديا سواء خلال الاحتفالات او الشجارات أو مجرد تجربة السلاح. فوضى في حركة السير، وقيادة بعكس السير، وضجيج، وفق ما يقول السكان.

ونادرا ما تدخل الشرطة الصهيونية الى كفر عقب، ولا تسمح للشرطة الفلسطينية بممارسة نشاطها فيها إلا نادرا بالتنسيق معها في الأحداث الكبيرة، ما يخلق فراغًا يتيح الجريمة وتهريب الأسلحة والمخدرات.

وكانت بلدة كفر عقب تعدّ من أحياء القدس الراقية قبل بناء "الجدار الفاصل"، لكن بعد بناء الجدار، ارتفعت بنايات مثل ناطحات سحاب ملتصقة الواحدة بالأخرى وغالبيتها من دون ترخيص. ويسكن فيها فلسطينيون مقدسيون لا يجدون بيوتا للسكن داخل المدينة، بسبب مصادرة الكيان الصهيوني كل المساحات التي يمكن البناء فيها وصعوبة الحصول على تراخيص بناء وأسعار مساكن خيالية.

لكن بلدية القدس الفلسطينية أكدّت أن "كفر عقب جزء لا يتجزأ من مدينة القدس، والبلدية تبذل كل ما في وسعها لتزويد سكانها بأكثر الخدمات التي تحقّ لهم ويحتاجونها، وخصّصت لها ميزانية إضافية بعشرات الملايين من الشواكل لترميم البنية التحتية للصرف الصحي في الحي وبناء طرق جديدة وتعزيز أعمال النظافة وإزالة القمامة".

وتمتد أراضي كفر عقب من "مطار القدس سابقا" الذي استخدمه الصهاينة بعد احتلالهم للقدس الشرقية. 

وفصل الكيان الصهيوني جزءا من بلدة كفر عقب بشارع فرعي بدون وضع حدود واعتبرت هذا الجزء تابعا للسلطة الفلسطينية. ويقول نائب رئيس بلدية كفر عقب الفلسطينية أحمد نمر عطا "تتعمد إسرائيل إهمال المنطقة، فهي بدون بنية تحتية وتغرق في الشتاء. نحن نعمل كل ما بوسعنا لحل المشاكل فيها". ويصف كفر عقب بأنها "مهمشة ومنكوبة".

ومن الصعب معرفة عدد السكان الذين يعيشون في المنطقة. وقدّرت بلدية القدس الفلسطينية عدد سكان كفر عقب ب24 ألفا في عام 2017. لكن أحمد نمر عطا يقول أن عددهم 120 ألف فلسطيني "بمن فيهم حملة هوية القدس الفلسطينية".

وسبق للسلطات الصهيونية أن فكّرت في فصل كفر عقب عن القدس لحل المشكلة. لكن أي مبادرة من هذا النوع قد يُنظر اليها على أنها مسّ بحدود البلدية الفلسطينية، وقد يفتح الطريق لتقسيم القدس، الأمر الذي يعتبر خطا أحمر بالنسبة الى الحكومات الصهيونية.