مهرجان البندقية يمنح "الأسد الذهبي" لوثائقي أمريكي عن معاناة مصورة مع إدمان الأفيونيات القاتلة
منحت لجنة تحكيم مهرجان البندقية السينمائي، في دورته التاسعة والسبعين مساء السبت، جائزة "الأسد الذهبي" لوثائقي بعنوان "أول ذي بيوتي أند ذي بلودشد" للمخرجة لورا بويتراس. ويغوص الفيلم في سيرة نان غولدين، المصورة البالغة 68 عاما وكفاحها ضد أزمة الأفيونيات، هذه الفضيحة الصحية التي أودت بحياة مئات آلاف الأمريكيين.
لا يكشف الوثائقي الفائز أي معلومات مدوية، لكنه يغوص في سيرة غولدين، المصورة البالغة 68 عاما والمعروفة بتصويرها للأوساط الاجتماعية المهمشة في نيويورك. وقد قاومت غولدين الموت مرارا لأسباب مختلفة، من الإيدز وصولا إلى معركتها الأخيرة ضد إدمان الأفيونيات.
فقد خاضت نان غولدين معركة شرسة غير متكافئة ضد منتجي الأفيونيات، وهي مسكنات تتسبب بإدمان قاتل. وكرست المصورة التي اقتربت من الموت بسبب إدمانها، شهرتها في خدمة الكفاح ضد عائلة ساكلر الثرية البالغة النفوذ، والتي كانت تنتج أفيونيات الأوكسيكودون بموازاة رعايتها لأبرز المؤسسات الثقافية العالمية.
وهذا ثالث تتويج على التوالي يُمنح لمخرجة، بعد الفرنسية أودري ديوان المتحدرة من أصل لبناني العام الماضي عن فيلم "ليفنمان"، والصينية الأمريكية كلويه جاو عن "نومادلاند" في 2020.
ويكرم المهرجان خصوصا مخرجة شغوفة بعملها تستكشف بلا هوادة المواضيع الغامضة في الولايات المتحدة: فبعدما تطرقت في وثائقياتها إلى الاحتلال الأمريكي للعراق ثم إلى سجن غوانتانامو، أصبحت بويتراس كاتمة أسرار إدوارد سنودن المبلغ عن تجاوزات الأجهزة الأمنية الأمريكية، وأنتجت معه سنة 2015 "سيتزن فور" الذي نال جائزة أوسكار في فئة أفضل فيلم وثائقي.
كذلك، وجه مهرجان البندقية السينمائي رسالة سياسية ضد الرقابة والسلطة في إيران، من خلال منح جائزة خاصة من لجنة التحكيم للمخرج جعفر بناهي تأكيدا على الرغبة في عدم ترك المخرج المسجون منذ جويلية لمصيره.
ويعرض بناهي (62 عاما) في فيلم "الدببة غير موجودة" قصة مبدع محتجز في بلاده، بما يتماهى مع واقعه، للتنديد بشكل أفضل بالقمع. وكان بناهي فاز بجائزة الأسد الذهبي في البندقية عام 2000 عن فيلم "الدائرة"، وجائزة السيناريو في مهرجان كان السينمائي عام 2018 عن فيلم "ثلاثة وجوه"، بعد ثلاث سنوات من نيله جائزة الدب الذهبي في برلين عن فيلمه "تاكسي طهران".