الحكومة الفرنسية تُهدّد بكسر حصار مصافي التكرير في مواجهة الإضرابات
أعلنت الحكومة الفرنسية أنها أمرت العاملين في مستودعات الوقود التابعة لمجموعة "إيسو-إكسون موبيل" بالعودة إلى العمل، بعد تعرضها لانتقادات جراء إضراب تسبب بنقص في ثلث محطات المحروقات في البلاد.
من شمال إلى جنوب فرنسا، يتكرر المشهد نفسه: محطات وقود مغلقة، طوابير لا نهاية لها، ارتفاع الأسعار وانخفاض معنويات سائقي السيارات.
لدى "إيسو-إكسون موبيل" أبرم الاثنين اتفاق على الأجور الاثنين مع نقابيتين تشكلان الغالبية على مستوى المجموعة لكن ليس في مصافي التكرير.
ولشركة "إيسو" ثلاثة مستودعات في فرنسا في تولوز في جنوب غرب البلاد وفوس-سور-مير في الجنوب ونوتردام دو غرافنشون في شمال غربها. والمستودعان الأخيران يقعان بجوار مصفاتين فرنسيتين للشركة يشلهما الإضراب.
وفي تعليق على الوضع في المجموعة النفطية الأخرى التي يطالها الإضراب "توتال إنيرجي"، حثت رئيسة الحكومة الفرنسية الإدارة والنقابات ألى الانخراط في مفاوضات بشان الأجور مهددة باللجوء إلى التدبير نفسه "لحلحلة الوضع".
وأكدت بورن "لدى توتال دعت النقابات الإصلاحية إلى بدء مفاوضات. وأيدت الإدارة ذلك. أمل ان تغتنم النقابات الأخرى التي لها قوة تمثيلية هذه اليد الممدودة لأن الحوار يؤدي دائما إلى نتائج أكثر من النزاع".
وصوّت الموظّفون في هذه المجموعة الإثنين بـ"غالبية كبيرة على مواصلة الإضراب"، حسبما أعلن إيريك سيليني من الاتحاد العمالي العام. ويتعلّق الأمر خصوصاً بمصفاة التكرير في نورماندي في شمال غرب فرنسا ومستودعات الوقود في فلاندر في الشمال و"مصفاة التكرير الحيوية" في لا ميد في جنوب البلاد.
وتسلّط النقابات الضوء على الأرباح الكبيرة التي حققتها مجموعات النفط إذ تستفيد من ارتفاع الأسعار المرتبط بالحرب في أوكرانيا. وحصدت "توتال إنيرجي" أرباحاً قدرها 10،6 مليارات دولار في النصف الأول من العام.
يأتي ذلك فيما تشهد البلاد منذ أسابيع عدة إضرابات في مصافي التكرير ومستودعات الوقود بدعوة من النقابات العمالية التي تطالب بزيادة الأجور. وبدأت هذه التحرّكات تتسبب بصعوبات كبيرة أمام سائقي السيارات منذ الأسبوع الماضي.
ويأسف الكثير من سائقي السيارات وبعض المهن لهذا الوضع، مثل الممرضين الذين يزورون المرضى في منازلهم ويخشون تعذر قيامهم بعملهم ما يعرض صحة هؤلاء للخطر.