دولي

ملك المغرب يدعو إلى التعامل بجدية في مواجهة أزمة الماء وينبه إلى أن المملكة تمر بمرحلة جفاف صعبة

في ظل موجة الجفاف الحاد التي ضربت المغرب وتفاقم الأزمة الاقتصادية والاجتماعية في البلاد بسبب تداعيات الحرب في أوكرانيا وجائحة كوفيد-19، دعا العاهل المغربي الملك محمد السادس الجمعة إلى التعامل بجدية في مواجهة "إجهاد مائي هيكلي" تعانيه المملكة، وذلك في خطاب بمناسبة افتتاح أعمال البرلمان، مدشنا عودته إلى المغرب بعد غياب مؤخرا.

وقال العاهل المغربي "ندعو لأخذ إشكالية الماء، في كل أبعادها، بالجدية اللازمة، لاسيما عبر القطع مع كل أشكال التبذير، والاستغلال العشوائي وغير المسؤول".

ونبه إلى أن المغرب "أصبح يعيش في وضعية إجهاد مائي هيكلي"، و"يمر بمرحلة جفاف صعبة، هي الأكثر حدة، منذ أكثر من ثلاثة عقود".

تعاني المملكة هذا العام جفافا حادا تسبب خصوصا في تراجع نتائج القطاع الزراعي، الأساسي للنمو الاقتصادي. وأدى ذلك، بالإضافة إلى تداعيات الحرب في أوكرانيا، إلى تراجع توقعات النمو لهذا العام إلى 0,8 بالمئة فقط، وفق المصرف المركزي.

ويدشن الخطاب الملكي السنوي أمام أعضاء غرفتي البرلمان النشاط السياسي في البلاد في ظل أزمة اقتصادية واجتماعية، جراء تباطؤ النمو وارتفاع معدل التضخم إلى مستويات قياسية بلغت 8 بالمئة في أوت ، بحسب أرقام رسمية.

كما يدشن عودة الملك محمد السادس إلى الساحة السياسية، بعد مقام خاص في فرنسا خلال الفترة الماضية، وفق وسائل إعلام محلية ودولية. وهي المرة الأولى التي يلقي فيها خطابه أمام البرلمانيين حضوريا بعد وباء كوفيد-19.

وأفادت المندوبية السامية للتخطيط في مذكرة هذا الأسبوع أن مستوى الفقر والهشاشة في المغرب عاد إلى المستوى الذي كان عليه في العام 2014، بسبب التداعيات المتتالية لأزمة كوفيد-19 والتضخم.

وتراهن المملكة على رفع حجم الاستثمارات العمومية والخاصة لإعادة تنشيط الاقتصاد، بحيث دعا الملك الحكومة في خطابه الجمعة إلى إقامة "تعاقد وطني للاستثمار" يهدف إلى "تعبئة 550 مليار درهم (نحو 25 مليار دولار)"، وإحداث 550 ألف منصب عمل ما بين 2022 و2026.

يأمل المغرب، الذي يبلغ عدد سكانه نحو 36 مليون نسمة، استعادة النمو الاقتصادي بمعدل 3,6 بالمئة العام المقبل، إذا بلغ محصول الحبوب متوسط 75 مليون قنطار، وهو ما يظل مرتبطا بمستوى الأمطار.