في حركة مُهينة للجامعيين والمثقفين: الانقلاب على الدكتور عبد الستار السحباني لإدارة معرض تونس الدولي للكتاب؟
الشعب نيوز / صبري الزغيدي . شهدت الساحة الجامعية والثقافية في الفترة الاخيرة سلوكا غريبا من قبل مصالح وزارة الثقافة في علاقة بادارة معرض تونس الدولي للكتاب، وذلك بالتنكر لاتفاق تم ابرامه مع الدكتور عبد الستار السحباني لادارة التظاهرة المذكورة بعد ان اشتغل في ظرف قياسي على كل تفاصيل التظاهرة ليتم تعويضه بطريقة تفوح منها رائحة الولاءات وفيها الكثير من الاهانة للجامعيين وللمثقفين في تونس.
- حيثيات المظلمة
الشعب نيوز اتصلت بالدكتور عبد الستار السحباني وتحدثت معه عن تفاصيل المظلمة، ذلك ان المشكل انطلق منذ حوالي الشهر عندما اتصل به رئيس ديوان وزيرة الثقافة ليعلمه بأنه تم تكليفه بادارة معرض تونس الدولي للكتاب، في إطار نية الوزارة الانفتاح على العلوم الانسانية.
وفي هذا الاطار التقى الدكتور السحباني بمسؤولة في الوزارة أوضحت له مهام مدير معرض الكتاب والتي تتمحور في ما يلي :
_ الدولة التي سيتم تكريمها
_ شخصية دولية كبيرة سيتم استدعاؤها
_ حوالي 50 مثقفا من انحاء العالم سيتم استدعاؤهم
_ تكوين لجنة لاعداد التظاهرة تضم بالخصوص مكلفين بملف الطفولة والشباب.
- اعداد جائزة افضل كتاب،
وقد تم اشعار الدكتور السحباني بوجوب تقديم قائمة في أعضاء لجنة الاعداد في ظرف اسبوع حتى يتسنى للوزارة تقديمها للرأي العام، كما طُلب منه تقديم هندسة عامة للمعرض في ظرف اسبوع ايضا.
الدكتور السحباني قام بكل الاتصالات اللازمة بالنسبة للدولة المكرمة واشتغل على تحديد قائمة المسؤولين واتصل بجهات اجنبية من اساتذة من كافة انحاء العالم من الارجنتين وفرنسا و امريكا وافريقيا الجنوبية والسينغال وعديد الدول الاخرى لاستدعائهم للتظاهرة، والذين بمجرد الاتصال بهم ابدوا موافقتهم واستعدادهم للمشاركة وفق التصور المرسوم الذي يعتمد على الانفتاح على قضايا البيئة والكتاب وانشغالات المجتمع التونسي وانتظاراته والديناميكية الحالية التي يمر بها.
-المفاجأة
ولكن، تحدث المفاجأة بعد 4 ايام فقط عندما اتصل مدير الديوان ليلا ليعلم الدكتور عبد الستار السحباني بأن ملف اعداد التظاهرة لم يُحسم بعد بطلب من رئاسة الحكومة وان على الوزارة تقديم اربعة اسماء كمترشحين لادارة التظاهرة و ذلك في انقلاب غريب عن الاتفاق السابق.
بعد مدة اتصل به عنصر من لجنة الاعداد ليعلمه، بشكل غير رسمي طبعا، بأنه تم تكليف مديرة جديدة لادارة التظاهرة، دون ان يتم الاتصال به من طرف اي مسؤول ليعلمه بهذا القرار والحال وان الدكتور عبد الستار السحباني مازال مواصلا في الاشتغال على تأثيث المعرض بكافة تفاصيله .
والاهم من ذلك، يقول الدكتور عبد الستار للشعب نيوز، ان الدولة التي من المفترض استضافتها وتكريمها قد قبلت ذلك وطلبت منه دعوة رسمية ، الى جانب ان الاساتذة المحاضرين الذي طلب منهم المشاركة وافقوا على ذلك وطالبوا منه تكليفا رسميا.
كما ان قائمة أعضاء هيئة ادارة المعرض قد تم اعدادها بما في ذلك المكلف بجائزة افضل كتاب والمسؤول عن التنظيم والمسؤول عن الطفولة الى غير ذلك من التكليفات وفقا لما تم طلبه من قبل رئيس الديوان وهو الامر الذي تم انجازه في ظرف قياسي لا يتعدى الايام الاربعة.
كما طُلب منه الاسراع في ذلك العمل باعتبار التأخير عن الاعلان عن الهيئة المديرة للمعرض.
الى ذلك، فإن رئيس الديوان اتصل هاتفيا بمسؤولة في الوزارة في حضور الدكتور السحباني ليعلمها بأنه تم تكليف السيد عبد الستارالسحباني رسميا وان عليه التنقل الى مدينة الثقافة لتسلم مفاتيح المكتب الخاص بالتظاهرة والموجود وسط العاصمة والمجهز بكل العناصر البشرية والمكتبية.
في الاثناء، تم اعلام الدكتور السحباني بان الاجراءات ممكن ان تتأجل بعض الايام بسبب القمة الفرنكفونية على اعتبار ان الوزيرة وكافة المسؤولين في الوزارة موجودون في جربة .
لكن بعد ذلك لم يتصل به اي مسؤول قبل ان يتم اعلامه بأن شخصا اخر تم تكليفه عوضا عنه، والى الان لم يتصل به اي شخص ولم يعتذر منه اي مسؤول، في سلوك وتصرف غير معقولين ينمّان عن غياب المسؤولية والاحترام للجامعيين وللمثقفين، وتفوح منهما رائحة الولاءات والصداقات البعيدة كل البعد عن الكفاءة.
من هو الدكتور عبد الستار السحباني؟
الدكتور عبد الستار السحباني هو استاذ علم اجتماع بالجامعة التونسية، ودكتور دولة في العلوم الانسانية والاجتماعية ورئيس الجمعية التونسية لعلم الاجتماع وعضو سابق في المكتب التنفيذي للدولية لعلماء الاجتماع الناطقين باللغة الفرنسية ورئيس لجنة اعداد المؤتمر الدولي للدولية لعلماء الاجتماع والذي انعقد عن بعد بسبب جائحة كورونا .
الدكتورالسحباني انتخب ايضا كاتبا عاما سابقا لمدة 10 سنوات للنقابة الاساسية لكلية العلوم الانسانية والاجتماعية بتونس وعضو فيدرالي في الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي ومن بين الذين انخرطوا في الاضراب العام الاداري سنة 2005 .