حفل في سفارة ايران بتونس يلتقي فيه بعض الذين يضمرون العداء للعمل النقابي والاتحاد
الشعب نيوز/ وسائط - تفاجأ التونسيون على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" مساء الجمعة بصورة في مقر السفارة الايرانية بتونس جمعت وزير التربية محمد علي البوغديري ووزير الشؤون الدينية ابراهيم الشايبي ورئيس حركة النهضة راشد الغنوشي ورئيس الحزب الجمهوري عصام الشابي.
وظهر الجميع الى جانب السفير الايراني وهم يشتركون في قطع المرطبات المعهودة في الاحتفالات بالاعياد وكبرى المناسبات وهي في موضوع الحال ذكرى الثورة الايرانية.
بهذا الصدد، كتب الزميل سعيد الخزامي في صفحته الخاصة أن " التقاء محمد علي البوغديري وزير التربية وابراهيم الشايبي وزير الشؤون الدينية مع راشد الغنوشي عند قطع كيكة ذكرى الثورة الإسلامية في إيران سقطة أخرى تقع فيها السلطة، تُظهر بها أنها ليست واضحة ولا حازمة وربّما حتّى غير صادقة. وإلاّ كيف ينقاد وزيران في حكومة تقول إنها إصلاحية لحضور مناسبة يوجد فيها رئيس حركة "النهضة" وهو المتهم شعبيا بأنّه وحركته مَن نشرا الخراب في كل مجالات الحياة على مدى عشر سنين. وهو أيضا مَن يحقق معه القضاء في شبهات علاقة بقضايا الاغتيالات السياسية، والتنظيم السري، وتسفير الشباب إلى محارق بؤر التوتر...
كان لا بدّ للسلطة أن ترتب مع السفارة الإيرانية. فإمّا أن تحضر تونس الرسمية حفل العيد الوطني الإيراني، وإمّا أن يحضره الغنوشي. لا كلاهما معا. فالعلاقة بين الاثنين وإيران لا تتقاطع ويجب ألاّ تلتقي. نفهم أن تونس الرسمية تنظر، بحضورها الحفل، إلى التحفيز لدفع التعاون مع إيران في مجالات الاقتصاد والعلوم خاصة أن اجتماع اللجنة المشتركة الاقتصادية صار قريبا. وأمّا الغنوشي فله حسابات أخرى" [...]
بدوره، فان الاستاذ أنس الشابي، الباحث المعروف كتب [...] يقول:" أن الصورة عادية جدا وبيان ذلك :
1) وزير الشؤون الدينية نهضوي بامتياز ويعتبر الغنوشي مجدّدا في الإسلام وما مشاركته في مناقشة أطروحة في جامعة دواعش رحبة الغنم إلا الدليل على تزكيته لسياسة الغنوشي طالما أنها تحمل طابع التجديد، ورغم أن الكثيرين نبهوا إلى خطورة تسمية هذا الشخص على رأس الوزارة إلا أن الرئيس أصرّ على الإبقاء عليه وهو ما يعني أن الخلاف المزعوم بين هذا الأخير والغنوشي غير حقيقي بل هو للتعمية لا غير.
2) محمد علي البوغديري وزير التربية رغم أننا لا يمكن أن نتهمه بأنه نهضوي إلا أنه يمكن القول بأن تعيينه يقصد به محاربة اتحاد الشغل وإضعافه وهو مطلب إخوانجي بامتياز فمنذ تسعينات القرن الماضي نشر الغنوشي مقالا في العدد الأوّل من مجلة الإنسان الصادرة في باريس سنة 1990 وردت فيه الجملة التالية: "والحركة النقابية حركة قديمة شريكة في النضال الوطني، وعلى أساس التحالف بين الحزب الدستوري وبينها قامت الدولة، فالدولة الحديثة في تونس هي أساس نتيجة تحالف على أساس ثقافة التغريب بين الاتحاد النقابي وبين النظام البورقيبي"، وهو ما يفسر العداء الذي يحمله الغنوشي لدولة الاستقلال وللحركة النقابية ويفسر كذلك الهجمة على اتحاد الشغل بعد سنة 2011 بدءا بتأسيس كيانات سميت نقابات وانتهاء بالهجوم على مقرات الاتحاد،
لذا مثل تعيين البوغديري في تقديرنا استجابة لمطلب من مطالب الإخوانجية بالقضاء على الاتحاد، هذا العداء يشترك فيه الغنوشي مع قيس الذي يبرر له مفسروه ذلك بأنه معاد للأجسام الوسيطة والحال أن قيس لا يعادي كل الأجسام الوسيطة كرابطة حقوق الإنسان وهيئة المحامين واتحاد الصناعة والتجارة وحركة الشعب ورابطة احميدة النيفر وغيرها بدليل أنه استقبلهم وتحدث معهم بل يعادي فقط أعداء حركة النهضة أي اتحاد الشغل والحزب الدستوري الحرّ الذي يذكره بدولة الاستقلال ومؤسسي تونس الحديثة."[...]