صراع الاتحاد و السلطة "أحبّك يا حشّاد "
الشعب نيوز / فوزي النّوري . تتعالى أصوات تجّار الشأن العام رغبة في تحييد الاتحاد عن القضايا الوطنيّة و اختزال دوره في الدفاع عن المطلبيّة المباشرة ، هؤلاء السماسرة المختصّين في "الثرثرة العامّة "و مغازلة المزاج العام و الذين "لديهم تفاؤل لا أعلم من أين يأتيهم " ليصل بهم الأمر إلى رسم حدود و دائرة الفعل للاتحاد العام التونسي للشغل الذي رسم الحدود و رسّمها بمعناها الجغرافي و القانوني و التي نعيش فيها اليوم و إسمها تونس ولون علمها دم حشّاد العظيم .
طرحت فكرة فصل المسارات (أي النقابي عن السياسي) منذ التأسيس و انتهت لصالح التوحيد لا الفصل ،تلك الوحدة هيّ التي سمحت بخوض الصراع مع المستعمر و استنزاف جهوده بالمناوارت السياسية و بالتحشيد كما ساهمت علاقات الاتحاد مع الاتحادات العالمية للعمّال بالتعريف بكفاح التونسيين ضدّ المستعمر .
تواصلت معارك الاتحاد من أجل الحريّة مع كل الأنظمة التي حكمت البلاد و قام الاتحاد بحماية المناضلين في كلّ فترات التصحّر السياسي و توّج ذلك بالمعركة الكبرى مع الاسلام السياسي و التي لولا تدخّل الاتحاد لسرنا جميعا لحرب أهليّة طاحنة بعد توفّر كلّ شروطها و مقوّماتها الموضوعيّة ، حينها لم يطلب منه ذلك و ليس لأحد و لا لجهة أن يطلب منه ذلك فقط كان الاتحاد اتحادا عنوانا للوحدة الوطنيّة و رمزها ...
و سحب البساط من أقدام المجتمع السياسي برمّته سلطة و معارضة ليذكّرهم بأنّهم يسكنون أرض حشّاد و بالتالي لا معنى لشكلياتهم القانونية و لا شرعيتهم و لا سلطاتهم و صلاحياتهم ... يخوض الاتحاد في الفترة الأخيرة صراعا ضدّ السّلطة الحالية و يعلم الراسخون في السياسة أنّ الاتحاد قد تجنّب هذا الصراع في البداية و ترك لها الفرصة و المساحات لتشتغل على القضايا الكبرى و تصلح ما أفسدته عشريّة الخراب و ترمّم أركان الدّولة و لكن ظهر جليّا أنّ دولة الأجهزة تريد دولة دون فاعلين و شركاء يستثنى فيها الجميع من دائرة الفعل بما فيها الاتحاد.
الاتحاد برمزيته التاريخية و النضالية و الذي "تمرّس" بكلّ الآفات على حدّ تعبير المتنبّي أعلن هوّ الآخر استراتيجية صراع تدريجية ستتّسع دائرتها و مجالها في الفترة القادمة خاصّة بعد تقدّم النقاشات في ترتيب البيت الداخلي و إنّ غدا لناظره أقرب ممّا تتصوّرون و الصراع مع الاتحاد أعمق من أن يختزل في تشويه قياداته و ترهيبهم .
أحبّك يا حشّاد لأنّه رفض فصل النقابي عن السياسي و لأنّي أحبّه بالفعل.