نقابي

الهيئة الادارية تعقد اجتماعها الدوري في قرقنة وشهادة دولية عن التضامن النقابي والحبيب عاشور

الشعب نيوز/ متابعة - تعقد الهيئة الادارية الوطنية للاتحاد العام التونسي للشغل اجتماعها الدوري اليوم الاثنين 13 مارس 2023 بجزيرة قرقنة وفي جدول اعمالها النظر في الوضع العام، نقابيا ووطنيا.

وتم اختيار التاريخ والمكان للرمزية التي تجمعهما، فالتاريخ يسبق بيوم واحد ذكرى وفاة الزعيم النقابي والوطني الحبيب عاشور، الامين العام للاتحاد وابن جزيرة قرقنة التي انجبت كذلك الزعيم الخالد الذكر فرحات حشاد مؤسس الاتحاد وقائد الحركة التحريرية الوطنية. وقد جرت العادة ان يحيي النقابيون ذكرى الزعيم الحبيب عاشور يوم 14 مارس من كل سنة.

بالمناسبة ننشر مقتطفات مختصرة من شهادة الرفيق " أوتو كرستن " النقابي الالماني والامين العام للكنفدرالية العالمية للنقابات الحرة CISL (الاتحاد النقابي العالمي CSI) امام محكمة أمن الدولة التي نظرت في قضية النقابيين المتهمين بالمسؤولية عن احداث 26 جانفي 1978. 

الشهادة التي يمكن الاطلاع عليها كاملة في جريدة الصباح لشهر اكتوبر 1978 - تبرز من جهة أولى قيمة التضامن النقابي العالمي كمبدإ يقع التعامل مبه في كل القضايا التي تهم هذه النقابة او تلك وهذدا المناضل النقابي اوذاك ومن جهة أخرى قيمة الحبيب عاشور كرجل وطني كرس حياته لخدمة بلاده.

[ المقصود بالرئيس، رئيس المحكمة 

ـ الرئيس: كيف تربط بين فكرة الاضراب وحصول تلك الحوادث التي ادت بالحكومة الى الاستعانة بالجيش ثم بإعلان حالة الطوارئ وحظر الجولان الى ان استتب الامن بالبلاد.
ـ كرستن: لم يقع القاء القبض على نقابي واحد في حالة تلبس بالجرائم المنسوبة وقد كنت حاضرا في اجتماع المكتب التنفيذي عندما تقرر الاضراب الذي نادت القيادة بان يكون سلميا ولمدة معينة ودون عنف.
ـ الرئيس: كنت واقفا يوم 24 جانفي في شرفة الاتحاد واعلنت مع الحبيب عاشور عن الاضراب ثم لوحت بيدك للجماهير الحاضرة بعلامة النصر ـ ونتج عن ذلك ان انقلب المتجمهرون الى نهج محمد علي فسلبوا المتاجر ونهبوا الحوانيت الا تعتبر ذلك بداية للحوادث التي جدت إثر ذلك؟

من نهبوا وكسروا ليسوا نقابيين ولا علاقة لهم بالاتحاد
ـ كرستن: انا اعرف دائما ما اقوم به من تصرفات. لقد كنت في شرفة مكتب السيد الحبيب عاشور واشير بانكم نسيتم شيئا اخر اهم من علامة النصر ـ فانا الامين العام للجامعة الدولية للنقابات الحرة وقد توجهت بصفتي هذه للجمهور من العمال الحاضرين عشية 24 جانفي بكلمة قلت فيها ان الاضراب شرعي وان النصر للعمال في حدود تلك الشرعية.
ـ الرئيس: لماذا تحولوا أثر ذلك الى النهب وتجاوزوا دورهم كنقابيين؟
ـ كرستن: ان الجماهير التي كانت حاضرة بالاتحاد في ذلك اليوم لا تنتمي كلها الى العائلة النقابية. واود ان اضيف ان السيد الحبيب عاشور بعد ان خطب فيهم اشار لهم بيده اشارة معناها: عودوا الى بيوتكم.
ـ الرئيس: لماذا وقعت هذه الحوادث اذن؟ اليس المعلن عن الاضراب هو المسؤول عما حدث؟
ـ كرستن: عندما أنظم مثلا «مباراة في كرة القدم ويحضرها جمهور غفير ويعمد أحد الحاضرين الى القاء قنبلة وسط الجمهور فتحدث اضرارا، فهل انا المسؤول عما فعله؟ بالطبع لا. وكذلك الشأن بالنسبة للسيد الحبيب عاشور.
ـ الرئيس: لقد اتصل الحبيب عاشور هاتفيا بإدارة الامن واعلم مخاطبه من المسؤولين انه إذا لم يقع فك الحصار على الاتحاد فان النار ستشتعل بالبلاد وقد شهد على ذلك من تلقى المكالمة ثم اشتعلت النار فعلا بتونس بعد نصف ساعة. الا يرتبط ما حدث إثر ذلك بالإنذار الذي قام به الحبيب عاشور؟
ـ كرستن: متى حدث ذلك؟
ـ الرئيس: يوم 26 جانفي وبالتحديد في الساعة التاسعة والنصف صباحا وقد اشتعلت النار بتونس في العاشرة.
ـ كرستن: لم أكن موجودا بتونس في ذلك اليوم وقد بارحتها يوم 24 جانفي. وقد اتصلت بمكالمة هاتفية يوم 26 جانفي وكان مخاطبي هو السيد الحبيب عاشور الذي كان موجودا آنذاك بنزل اميلكار وأعلمني بانه محاصر من قبل الشرطة وطلب مني ان اساعده واعينه.

من اعتدى على الاتحاد لا احساس له ولا عاطفة
وانا اعرف جيدا صديقي الحبيب عاشور الذي هو وكيلي على رأس الجامعة الدولية للنقابات الحرة واعرف ايضا انه حماسي وعاطفي لكن اعتقد واجزم بانه غير قادر على القيام باي عمل اجرامي واعتقد ايضا ان عملا كالذي ارتكب لا يقوم به الا شخص لا احساس له ولا عاطفة يمتاز ببرودة دم وهذه ليست طبيعة السيد الحبيب عاشور الذي قام بأعمال جليلة في صلب الحركة الوطنية التونسية.
ـ الرئيس: انت نقابي عالمي بماذا تفسر الاضراب غير الشرعي الذي جد بتونس والاحداث التي حصلت على اثر إعلانه، الا يكون لذلك مرام واهداف سياسية تتجاوز اهداف العمل النقابي.
ـ كرستن: قلت اول أمس بالندوة الصحافية التي عقدتها انه إذا طلب مني في العادة مساندة اضراب جزئي لانهائي، فاني لا أوافق، غير انني ايدت هذا الاضراب لان غاياته ليست سياسية ولأنه لم يكن من النوع الذي لا اوافق عليه،
ـ الرئيس: هل منحتك السلط التونسية الاذن بعقد هذه الندوة الصحافية؟
ـ كرستن: نعم
ـ الرئيس: قلت في الشهادة المكتوبة التي قدمتها للمحكمة «ان الحكومة تعمل على التصادم مع الاتحاد» الا تعتبر هذا تدخلا في الشؤون السياسية الداخلية للبلاد؟
ـ كرستن: هذه المحاكمة سياسية وانا نفسي سياسي.. وزملائي الذين يمثلون جامعة النقابات العالمية والحاضرون معي سياسيون، الا انه من واجبي كمسؤول نقابي، او لا وقبل كل شيء، ان اساند شخصا ينتمي الينا وهو الامين العام المساعد للجامعة الدولية للنقابات الحرة والامين العام للاتحاد التونسي للشغل واساند ايضا بقية زملائه النقابيين... حتى ولو ادى الامر لكي اتدخل في موضوع سياسي وهذا التدخل اعتبره شيئا طبيعيا.
ـ الرئيس: على فرض ان هذا التدخل ممكن لكن الا ترى انه يجب ان لا يكون فيه مس من هيئة الحكومة كالذي قلته في رسالتك الموجهة للمحكمة، من ان الحكومة تعمل على التصادم مع الاتحاد وان عزمها هو تحطيم سمعة الاتحاد.
ـ كرستن: كان هذا انطباعنا انا وزميلي
ـ الرئيس: قلت ايضا في الرسالة إنك شاهد عيان للقنابل المسيلة للدموع التي كانت تلقيها الشرطة ضد جموع النقابيين الا تعتقد ان الشرطة التي كانت عازمة بحفظ النظام على فرض استعمالها للقنابل فان ذلك لم يمنع المتجمعين بمقر الاتحاد من مهاجمة المتاجر والمكاسب بنهج محمد علي لنهبها وسلبها؟
ـ كرستن: كنت في مكتب السيد الحبيب عاشور عندما حدث ذلك، لكن الشيء الذي لا افهمه واعتبره غير معقول هو استعمال القنابل المسيلة للدموع داخل مقر الاتحاد ضد النقابيين.
ـ الرئيس: وامام مقر الاتحاد كانت جموع غفيرة من الناس متجمعة.
ـ كرستن: اخذت هذه الجماهير في التفرق لان السيد الحبيب عاشور اشار عليهم بالعودة الى ديارهم.

أتصادم مع أي حكومة كلما وقع الاعتداء على الحريات
ـ الرئيس: قلت ايضا في رسالتك: «التدخل الوحشي للسلطة. قمع الحركة النقابية قمعا لا يمكن للجامعة الدولية للنقابات الحرة الا ادانته بشدة فحينئذ فانت وصفت المسؤولين التونسيين بأوصاف نابية وحكمت عليهم بالإدانة وهي تصريحات منك تتنافى مع مهمتك النقابية، اليس هذا تدخل في الشؤون الداخلية للدولة؟
ـ كرستن: تصادمنا في العديد من المرات مع عدة حكومات افريقية وامريكية واوروبية لنفس هذه الاسباب، وقمنا بقضية ضد الحكومة السوفياتية التي قالت لنا ايضا اننا تدخلنا في شؤونها الداخلية. ويصادف ايضا ان نتصادم مع حكومات صديقه كهذه الصورة.. ويكون ذلك كلّما وقع المس من حقوق الانسان والحريات العامة وهذا التدخل له صبغة سياسية واتحمل مسؤوليته.
وهنا تدخلت النيابة العمومية لتلقي بعض الاسئلة على السيد اوتو كرستن، 
ـ النيابة: الاضرابات موجودة في العديد من دول العالم لا نقول خلاف ذلك لكن للدفاع عن حقوق نقابية بحتة لم نر نقابة تتعدى على امن البلاد الاقتصادي.
وارى انه اذا اقر الشاهد هذه الحالة فلابد ان تكون الحالة تجربة منه اراد ان يقوم بها في تونس وهي تجربة لن تنجح لان بلدنا متمدن ولن يطبق فيه في يوم من الايام قانون الغاب.
ـ كرستن: احترم ما ذكرته النيابة غير انني لا اشاطرها الرأي حول: «تجربتي الشخصية» واقول انني جئت الى تونس لتلافي ما حصل:
انا نقابي واعتز بصفتي، ولازلت ادافع عن حقوق نقابيين وبالرغم من ذلك فإنني مرتبط بصداقة متينة مع عدة مسيرين حكوميين حتى  في تونس من ذلك صداقتي بالسيد محمد الصياح الذي عبر لي ذات مرة عن تقارب العمل الحكومي والنقابي. وانا ايضا انتمي الى الحركة النقابية وفي نفس الوقت الى الحزب الاشتراكي الالماني وأتصادم مع حزبي كلما كانت المصلحة النقابية مهددة واعتبر ان كلمة السيد ممثل النيابة العمومية تمس مني شخصيا.

فعلا، أنا لست محايدا، وقد جئت لمساندة رفاقي
ـ النيابة: ليس هناك دليل على ان ما جاء في رسالتك يتماشى مع الواقع فقد اصدرت احكاما مسبقة واصبحت طرفا في القضية ولست محايدا.
ـ كرستن: لست محايدا، لقد جئت الى هنا لأساند نائبي ووكيلي في الجامعة الدولية للنقابات وبقية رفاقه، والحقائق التي اشارت لها النيابة لا صلة لها بمواقف السيد الحبيب عاشور النقابية.
ـ النيابة: هذا حكم مسبق
ـ كرستن: هذا امر افوضه للمحكمة واتمنى ان تأخذه بعين الاعتبار،
ـ النيابة: انت تدعي ان سبب الاضراب هو الاعتداء الحاصل على مقر الاتحاد الجهوي بالقيروان، فهل انت متحقق من موضوع هذا الاعتداء؟
ـ كرستن: لقد اطلعت على 30 او 40 صورة تخص هذه الاعتداءات وخاصة ما حصل في القيروان واتضح لي ان هذه الهجومات عنيفة جدا.]

يمكن الاطلاع على الشهادة كاملة عبر هذا الرابط : أمين عام سيزل يؤكد لأمن الدولة أن اضراب 26 جانفي 1978 شرعي وبررته اعتداءات الحكومة على المقرات والنقابيين (echaabnews.tn)