وطني

سالم لبيض في حوار صحفي : الاتحاد كان دوما سندا للخيارات الوطنية وضد التسلط و لا تشاركية

الشعب نيوز / أبو خليل . أكد سالم لبيض في حوار صحفي "لافريقيا برس " حول علاقة الاتحاد و الحكومة والرئيس، ضرورة تذكير الرئيس بأنه في انتخابات 2019 التشريعية زار الاتحاد وطلب منه الدعم والإعانة، وكذلك الأمر في الإضراب العام الذي نفذه الاتحاد سنة 2018 ضد يوسف الشاهد، فقد كان الرئيس حاضرا ويدعم الاتحاد ضد قانون المالية المجحف الذي تقدمت به حكومة الشاهد في ذلك الوقت، فالاتحاد كان دائما سندا لكل من يقدم نفسه صاحب رؤية وطنية لإنقاذ تونس.

و قال لبيض " اليوم نجد أن هناك نوعا من الصراع بين اتحاد الشغل والرئاسة والحقيقة أنه ليس صراعا بين سعيد والطبوبي، وإنما هو صراع بين الاتحاد بما هو منظّمة وطنية عريقة والدولة في شكلها اللاتشاركي وجوهرها التسلطي، عندما تقوم الدولة بصياغة قانون مالية مجحف له تأثير سلبي ودور تفقيري لقواعد اتحاد الشغل وغيرهم من عامة الناس، سيجد الاتحاد نفسه بالضرورة ضده، وفي موقع الرافض لهذا القانون المجحف وتداعياته الاجتماعية والاقتصادية، والدولة ستجد نفسها في صدام مع اتحاد الشغل لأنه يمثّل العقبة الرئيسية أمام سياستها اللاشعبية. وبين سالم لبيض أنه ،تاريخيا، الاتحاد هو أكبر سنا من الدولة الوطنية، فقد تأسس قبلها بعشر سنوات، أي سنة 1946، وقدم الشهداء وشارك في الحركة الوطنية وتحرير البلاد من الاستعمار ويعد شريكا رئيسيا في العملية السياسية والوطنية وقيادة البلاد على مدى 77 سنة، وهو من أنقذ البلاد من الانهيار والاحتراب الأهلي سنة 2013 وكان جزاء ذلك اعترافا بدوره في حفظ السلم الأهلي وحصوله على جائزة نوبل، ما يجعل من الاتحاد صاحب مسؤولية، ولا يمكن تجاهل دوره، وعلى الرئيس وحكومته أن يفهما ذلك، وأن يبحث عن حل مع الاتحاد يحول دون الصدام لتجنب سيناريو 1978.

وأعتقد أن الزج بالنقابيين في السجون ومحاكمتهم على خلفية أعمالهم النقابية يمثّل مقدمات صراع لن يستفيد منه أحدا، لا الدولة ولا الرئيس ولا الاتحاد، وبالتالي وجب البحث عن حلول مقنعة عن طريق التفاوض، فهو الوسيلة الوحيدة لحل المشاكل السياسية وحسم النزاعات الخطيرة على قاعدة العيش المشترك.