دولي

من الجزائر لتونس.. المقداد يعيد سوريا لأحضان المغرب العربي

الشعب نيوز / وكالات . زيارات واتصالات مكثفة تجريها سوريا مع عدد من الدول العربية، في إطار إعادة دمشق لحضنها العربي.

وتأتي هذه الاتصالات بعد أن قادت دولة الإمارات العربية المتحدة جهود إعادة سوريا إلى الحضن العربي، حيث زار الرئيس السوري بشار الأسد أبوظبي مرتين للقاء الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، الأولى العام الماضي، والثانية الشهر الماضي.

وبعد كارثة الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا  و سوريا في فيفري الماضي، قادت دولة الإمارات الجهود الإنسانية للإغاثة وتقديم المساعدات للبلدين في إطار عملية "الفارس الشهم 2"، كما زار الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي دمشق، للإعراب عن تضامن الإمارات مع سوريا ووقوفها إلى جانبها في تلك الكارثة الإنسانية.

وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، قام بنشاط مكثف خلال الفترة الماضية، شمل زيارة لعدة دول عربية، كان آخرها السعودية، التي استضافت اجتماعا عربيا تشاوريا عقد بمدينة جدة السعودية، بحضور وزراء خارجية السعودية ومصر والأردن والعراق ودول مجلس التعاون الخليجي لبحث الملف السوري.

المقداد حل بالجزائر الليلة الماضية، في زيارة ينقل خلالها رسالة من الرئيس الأسد إلى نظيره الجزائري عبدالمجيد تبون الذي ترأس بلاده الدورة الحالية لجامعة الدول العربية.

وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف كان على رأس مستقبلي نظيره السوري، بمطار هواري بومدين الدولي بالجزائر العاصمة، حيث حظي الضيف باستقبال اتسم بالحفاوة، وهو ما انعكس على مجريات الزيارة.

وأشاد وزير الخارجية السوري، في تصريحات صحفية عقب وصوله للجزائر، بمستوى العلاقات الثنائية التي تجمع البلدين.

- تأكيد على قوة العلاقات الثنائية

وقال المقداد "إن لدى الجزائر رمزية خاصة لدى الشعب السوري ولدى كل شعوب العالم، مؤكدا أن "العلاقات كانت ولا تزال وستستمر بين البلدين الشقيقين".

وأضاف أن زيارته تهدف للتعبير عن المشاعر الصادقة من قبل قيادة الجمهورية العربية السورية، ممثلة في الرئيس بشار الأسد للقيادة الجزائرية، وكذلك امتنان سوريا لوقوف الجزائر، بجوارها في كارثة الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد في فيفري الماضي، حيث أرسلت الجزائر فريق إنقاذ للمساعدة في أعمال الإغاثة.

المقداد كشف أنه يحمل رسالة من الرئيس الأسد إلى نظيره الجزائري تبون، الذي من المقرر أن يلتقيه في وقت لاحق اليوم الأحد، مؤكدا أن المشاورات بين الجانبين حول كافة التطورات في المنطقة والعالم لم تنقطع.

وأشار المقداد إلى أنه سيجري مباحثات مع القيادة الجزائرية، بهدف تعزيز العلاقات الثنائية التي تجمع البلدين الشقيقين وسبل تطويرها، كما سيبحث الجانبان آخر المستجدات والتطورات على الساحتين العربية والدولية وتنسيق المواقف بين البلدين.

الوزير السوري قال إن البلدين "بحاجة إلى تعزيز تلك العلاقات، لأننا بذلك نعكس الرؤية الصادقة لشعبي وقيادتي البلدين، لتطوير العلاقات في كافة المجالات، ومهما قلنا لا يمكننا وصف الدور الهام الذي تقوم به الجزائر على مختلف المستويات".

وأعرب المقداد عن تفاؤل بلاده على الرغم من كل التحديات والصعوبات، وقال إن "سوريا تحارب اليوم الإرهاب الذي استهدفها، كما استهدف بالأمس الجزائر خلال العشرية السوداء".

وأضاف أن البلدين قاما ويقوما بأدوار أساسية في مواجهة التحديات المفروضة على المنطقة، وقال "جئت لأعبر عن هذا الامتنان وعن الرغبة الكبيرة في العمل سويا من أجل مستقبلنا جميعا".

وحاولت الجزائر قبل القمة العربية التي استضافتها في نوفمبر 2022 الماضي إعادة سوريا إلى مقعدها العربي، إلا أن تلك الخطوة لم تحظ بتوافق عربي في ذلك الوقت، مما أدى إلى اعتذار الرئيس السوري بشار الأسد عن حضور وفد بلاده لفعاليات القمة.

- تونس: المحطة القادمة للمقداد

وعقب زيارته للجزائر سيتوجه وزير الخارجية السوري إلى تونس غدا الإثنين 17 أفريل 2023، بحسب بيان لوزارة الخارجية التونسية عبر حسابها الرسمي على موقع فيسبوك اليوم الأحد.

زيارة المقداد تأتي تلبية لدعوة رسمية من نظيره التونسي نبيل عمار، وتهدف لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين، التي شهدت مؤخرا دفعة قوية.

وأعلن الرئيس التونسي قيس سعيد، الأسبوع الماضي، رفع درجة التمثيل الدبلوماسي لبلاده بسوريا إلى درجة السفير، وهو ما وافقت عليه دمشق فورا، وردت بإعادة فتح سفارتها بتونس، وتعيين سفير على رأسها.

وبحسب بيان تونسي سوري مشترك، فإن هذه الخطوة تأتي "تجاوباً مع مبادرة الرئيس التونسي قيس سعيد بتعيين سفير لدى الجمهورية العربية السورية"، مشيرا إلى أنه "حرصاً من الجانبين على إعادة العلاقات السورية-التونسية إلى مسارها الطبيعي، يتواصل التشاور والتنسيق بين وزيري الخارجية في البلدين".

وتعزز زيارة المقداد لتونس والجزائر انفتاح دمشق على العالم العربي بعد عزلة دامت منذ 2011، وهو ما يأتي نتيجة جهود إماراتية مستمرة بهدف إنهاء العزلة العربية لسوريا، وإعادتها لمحيطها العربي، لتمكينها استعادة دورها المحوري، في إطار سياسة تصفير المشكلات.