ماء وطعام على الطرق... سكان ولايات السودان يغيثون الفارين من العاصمة
الشعب نيوز / وكالات - على الطريق الذي يربط الخرطوم بالولايات الجنوبية، يقف سودانيون من مناطق مختلفة، يقدّمون الغذاء والماء للنازحين من العاصمة، وذلك رغم النقص في الموارد والنقد في كل أنحاء البلاد.
ولا يتوقّف عبور السيارات المحمّلة بأشخاص مذعورين وجائعين وعطشانين، بينما يخرج الأهالي بالسخاء السوداني المعروف، أكوابا وأطباقا يقدمونها للفارين من جحيم المعارك.
في ولاية الجزيرة، وعلى الطريق السريع قبالة قرية الدوينيب على بعد 130 كلم جنوب الخرطوم، يلوّح أبو بكر حسين ورفاقه بأيديهم للسيارات ويقدمون لهم أكوابا من الماء في محاولة لتلطيف درجة الحرارة التي تقترب من 40 درجة مئوية.
ويشير حسين إلى كوخ صغير أقيم على الطريق وينادي على المارة "الطعام جاهز .. انزلوا لن تتأخروا".
وتسود حالة من الفوضى في العاصمة السودانية منذ أن اندلعت المعارك في 15 أفريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه محمد حمدان دقلو الملقب ب"حميدتي". وأسفرت المعارك في الخرطوم ومناطق أخرى أبرزها دارفور في الغرب، عن مقتل 700 شخص على الأقل وإصابة الآلاف بجروح، بحسب تقارير، ويُعتقد أن هذه الأرقام أقلّ بكثير من الواقع.
وأفادت منظمة الهجرة الدولية بأن ما يقرب من 450 ألف مدني فرّوا من ديارهم بسبب المعارك، من بينهم أكثر من 115 ألفًا لجأوا إلى بلدان مجاورة.
كذلك هرب السجناء من ثلاثة سجون على الأقل في الخرطوم وتعرضت المستشفيات للقصف وانتشرت أعمال النهب في غياب الشرطة.
وأكدّت الأمم المتحدة نهب "17 ألف طن من المواد الغذائية" من أصل 80 ألف طن من مخزون برنامج الأغذية العالمي التابع لها والذي "لا يزال يحاول تحديد ما تبقى" من موارده.
وعلى الرغم من تضاعف أسعار المواد الغذائية في ولاية الجزيرة، بحسب المجلس النرويجي للاجئين، يواصل المتطوعون تقديم المساعدات للنازحين على الطرق.
وكان ثلث سكان السودان البالغ عددهم 45 مليون نسمة تقريبا، يعاني من الجوع ويحتاج إلى الإغاثات الإنسانية قبل هذه الحرب. ويرجّح أن ترتفع هذه النسبة خصوصا مع النقص الفادح في الغذاء والماء والكهرباء والنقد.
لمزيد من الأخبار حمّلوا تطبيقنا Echaabnews عبر AppGallery و فعّلوا زر الإشعارات ( Notifications) كي يصلكم كل جديدنا