فقهاء المسلمين بين الامس واليوم
عندما تتصفّح تاريخ الفقهاء المسلمين عبر التّاريخ تحسّ بالغثيان و تلعنهم إلى يوم الدّين لإنّك تجد الأغلبيّة السّاحقة منهم لا تتردّد في تلبيس الحقّ بالباطل و الباطل بالحقّ و لا تجد غضاضة في لعق أحذية الحكّام من أجل نيل الحظوة لديهم ..
إنّهم يصطفّون وراء أولياء نِعمهم و لا يتحرّكون إلّا تلبية لأوامرهم و لا يُفتون إلّا خدمة لأنظمتهم و عروشهم القمعيّة الفاسدة قصد تسويدها و تأبيدها... إنّنا لم نسمع أصواتهم الحرّة التي تنتصر للمستضعفين في الأرض و تُصدع بقول الحقيقة مهما كانت قاسية و مُرّة و هذا ما جعلهم تاريخيّا يعيشون في بحبوحة من العيش و في مأمن من غضب الخليفة أو السّلطان...
و عندما تتأمّل فقهاء هذا الزّمان فإنّهم بدورهم ظلّوا أوفياء لسمْة أسلافهم لا همّ لهم إلّا تكديس المال و العيش في القصور و التمتّع بخيرات الدّنيا التي يبخّسونها عندما يتحدّثون عنها في دروسهم الوعظيّة لعموم المسلمين...
و قد تفوّق فقهاؤنا المعاصرون على سابقيهم في العمالة و الإفتاء لصالح الأعداء كي يدمّروا أوطان المسلمين..هل سمعتَ فقيها واحدا قال خطبة يندّد فيها بجرائم آل سعود في اليمن..؟ هل سمعت فقيها واحدا أصدر فتوى تقضي بالخروج على الحكّام الجائرين و تدعو المسلمين إلى الجهاد في فلسطين و فلسطين دون سواها نظرا لعدالة قضيّتها و رمزيتها الدينيّة..؟
عندما تغتال إسرائيل العلماء المسلمين المتخّصصين في الذرّة و الطبّ و الهندسة و البيولوجيا و الزّراعة ...و لا تغتال فقيها واحدا ..هذا وحده كاف لفضح حقيقتهم و عمالتهم و دورهم المشبوه في التّحالف مع أآعداء الأمّة و خدمة مصالحهم.
محمّد الحمدي
سوسة في 20 جويلية 202