إعتبرها " مدام الروح" : الشاعر حسام الدين العوادي يضيء" أنوار باريس" بالكلمات
الشعب نيوز / ناجح مبارك - بعد ظرفية عاشت فيها باريس وضواحيها على واقع أعمال شغب ونهب بعد مقتل الشاب نائل من أصول مغاربية، اختار الشاعر التونسي المقيم بين تونس والعاصمة الفرنسية حسام الدين العوادي ان ينسج بالكلمات خيوط العشق والحياة التي تربطه بباريس وضواحيها ومقاهيها وفضاءاتها العمومية، الثقافية والمجتمعية حيث عايش نبض الأحداث بها بين العمليات الإرهابية في الباتاكلون مما جعله يسائل المتدين والارهابي وينعته بالكفر.
* أنوار باريس و قبس شعري
تحت عنوان "أنوار باريس وقبس شعري" دفع الشاعر الممتهن للمعلوماتية والرياضيات والمبحر فيها بكل جدية،بهذا الديوان الأول في تجربته في الكتابة والتي جمع خلالها عصارة التجارب الحياتية والوجدانية والديوان صدر منذ مدة عن دار زينب وفي تصميم وإخراج لوديعة قليوز و احتوى الديوان على أكثر من عشرين قصيدة كانت باريس والباتاكلون وشارلي هبدو من علاماتها.
* باريس " مدام الروح"
باريس هي الإلهام ورمزه لهذا الشاعر العاشق للمغامرة والتجوال صباحا مساءا ويوم الأحد وهو لا يرى في عاصمة الانوار الملاهي والسهر والمتعة الحسية والمعنية بل هي عاصمة الفكر والقلم والفلسفة والتفكير الحر وهذا ما نستشفه من خلال هذا المقطع:
ترى بباريس عند الركن فولتير
فيسطر العلم والآداب تسطيرا
وينطق البرج و الأقواس حكمتهم
هناك ديكارت ولويس باستور
وهو لا يطيق ان يرى موجة العنف والدماء في باريس الفكر والحضارة والتسامح والحوار مع الآخر واغتاض عند إحداث شارلي هبدو والباتاكلون ليقول صارخا في لغة حسية خارجة من روح المعذب والمتألم "ان الله بريءمن دناءتهم وهو ينتفض نصا وفكرا على الإرهابيين لينعتهم بالكفر والخروج من الملة.
يقول الشاعر حسام :
"البيت ذا بيتنا وحدنا
وذا الدين ذا ملكنا
وانتم الكفار قد عشتم بيننا"
الا ان رحلة الشاعر حسام الدين العوادي في عالم الكلمة بين القافية والنص الحر لا تقف عند باريس الفاتنة الساحرة بل تتجاوزها إلى فضاءات أخرى منها الأندلس ليقف على بابها ويطالب الآخر ب"لا تفاخر بنجد اضعناه" و"المجد قد صار أشلاء ممزقةوبتنا نلملمها والقلب محتار" هذا القلب محتار أيضا في حالة العراق مثل الأندلس حيث ضم الديوان قصيدة تونسية مهداة إلى العراق.
حيث يتوقف عند بيت مكثف "لا تعجبن لظهور الذل في امم فإن عقد كعقد العز ينفرط".
هذا الديوان الأول للشاعر حسام الدين العوادي مفعم بالعفوية والحب وكتب بلغة سلسة سهلة وممتنعة تنهل من المتن القديم واللغة حمالة أوجه وظف الشاعر حروفها باحكام خدمة لغرضه في التعبير والوصف والتنفس والتنفيس عن الذات الفرحة حينا والجريحة احيانا.