إفتتاح مهرجان قليبية لسينما الهواة في دورته ال36
الشعب نيوز / حسني عبد الرحيم - بحضور الألاف من أهالي قليبية وضيوفها تم إفتتاح الدورة 36 لمهرجان سينما الهواة بقليبية ، وهو عيد لمدينة يشارك فيه أهلها مع ضيوفهم الفرجة على عشرات الأفلام التي يرسلها للجامعة التونسية لسينما الهواة "هواة من كل العالم"، والتى ستبلغ العام الستين من عمرها العام القادم .
مئات الشباب يحضرون للمشاركة بأفلامهم المختارة للعرض والمسابقات أو حتى للمناقشات التى تجرى فى مركز الصيد البحري كُلَ صباح ويحضرون للمشاهدة مساءآ في مسرح الهواء الطلق .
حضور العديد من الفنانين المعروفين ك"نصر الدين السهيلي" الذي برز مؤخراً كممثل ذو طابع خاص بعد أن عرفناه كمخرج ملتزم للمشاركة في هيئات التحكيم أو حتى كضيوف يجتذبون حضور الجماهير للتعرف عليهم عن قرب وكذلك الحضور الواضح لوسائل الإعلام من صحافة وتلفزة وراديو التى تقوم بمتابعة الأجواء عبر موجاتها وصفحاتها سواء الورقية أو الرقمية سواء المحلية أو الدولية فالمهرجان متميز محليآ وعالميآ.
إنطلاق حفل الإفتتاح بأداء المجموعة الغنائية "أنخاب "بقيادة عمر بن إبراهيم وتنوعت أغانيها من الأغاني الملتزمة المعروفة والأغاني التى لحنت لهم خصيصآ من إنتاج شعراء تونسيين معروفين وأغاني لفنانين تونسيين أشتهرت كما أغنية "بحارة" للمرحوم الهادي جلة هي بالطبع مناسبة للأداء في قليبية، تبع الغاء التقرير السنوي الذي قدمه رئيس المهرجان والجامعة عادل عبيد وترحيبه بالحضور المميز وشكره للداعمين.
فيلم الإفتتاح والذي بدأ عرضه في منتصف الليل وهو فيلم إسباني يحكي عن المسار المٌركب لفنانة وعلى الرغم من المستوى الفني البسيط المتوقع للهواة وبخاصة نتيجة لما سمته لجنة الإختيار الإستسهال الذي وفرته الوسائل الحديثة للتصوير يمكننا ملاحظة فيلمين عرضا في اليوم الثاني وهما الفيلم الهندي "سحب ممطرة" وهو يتابع الحياة اليومية لأجير هندي من مومباي يحيث يسكن فى سكن ضيق ينقطع عنه التيار الكهربائى نتيجة لعدم دفع الفاتورة.. ويتغذي من هبات المنظمات الخيرية ويقطع طريق طويل يستغرق ساعات للإلتحاق بعمل ينفق نصف أجره على المواصلات وفي الأخير يُسرق منه تليفونه الذي يشكل الوسيلة الوحيدة للإتصال بأسرته التى بقيت في الريف البؤس الهندي في مدينة "مومباي" كان موضوع لمعالجات سينمائية وأدبية كثيرة منها الفيلم الشهير "سلام مومباي" !لكن يأتي هذا الفيلم معبرآ عنه في الحياة اليومية الشاقة لشخصية مُعذبة وهو ينتهي بمشهد الرجل وهو يعدو في الطريق دون أمل.
الفيلم الثاني الذي يجذب الإنتباه هو فيلم نرويجي لمخرج قضى سنوات في المخيمات الفلسطينية وهو بعنوان "أبراج" ويحكى عن مخيم "برج البراجنة "وعن أبراج أخرى كبرج الحمام وبرج مهبط الطائرات من خلال أرشيف صور فوتوغرافية لعائلة فلسطينية ليتحول رسوم طفل منها مع الزمن من رسم الحمام الطائر الذي يأتي من البرج لرسم طائرات الموت التى تأتي لتقذف السكان من برج آخر وكيف تتحول الأحلام لكوابيس البديع في هذا الفيلم هو إستخدامه فقط لصور فوتوغرافية عبر اجيال عائلة أنتهى بها الأمر للإنتقال من برج الحمام لبرج البراجنة.
تستمر العروض وتستمر معها ورشات التكوين فى السيناريو التصوير الفوتوغرافي وحلقة نقاشية هامة عن النقد السينمائي مع محاضرة مميزة للأكاديمي والناقد كمال وناس .
المهرجان كما أسلفنا ليس فقط موعد سينمائي ولكنه كرنفال شعبي لمدينة قليبية وزوارها والذي ينتظره هواة السينما من العام للعام ليرتحلوا ويصطافوا كذلك .
وتأتي هذه الدورة قبل عام واحد من الإحتفال بمرور ستون عامآ على تأسيس الجامعة التي كان له دور محوري في تشكيل الثقافة والممارسة السينمائية بتونس ورغم المشاكل المالية المستمرة ومع الدعم المستمر من بلدية المدينة يعاود الإنعقاد وهو ما نود تحقيقة في الدورات القادمة وإنتقال هذه الخبرة لعديد من المدن والولايات فالثقافة ليست من أمور الرفاهية الإجتماعية ولكنها من ضرورات الحياة.