ثقافي

36 عامًا على اغتيال ناجي العلي.. مسيرة تحيا بريشة صاحبها ورمزه حنظلة

الشعب نيوز / كاظم بن عمار - كان اغتيالًا مزدوجًا ربما ونُفذ برصاصة واحدة؛ ناجي العلي ومعه حنظلة، الرسم الذي تماهى وصاحبه، وعبّر كل منهما من خلال الآخر.

استشهد ناجي العلي في 29 أوت 1987 ،  لكن رسوماته تبقيه حيًا ومثله حنظلة، ما زال واقفًا ناقدًا ومتمردًا، ويذكّر كل منهما بالآخر.

وهناك في لندن حيث اغتيل، يرقد الرسام الفلسطيني الشهير في مقبرة "بروك وود" المحطة المؤقتة بانتظار العودة. 

* ناجي العلي و حنظلة

وُلد ناجي العلي ابن منطقة الجليل في شمال فلسطين في العام 1936. هُجر عام 1948 مع أهله إلى لبنان.

وفي العام 1960 التحق بالأكاديمية اللبنانية لدراسة الرسم، قبل أن يكتشفه في العام التالي الأديب والمناضل الفلسطيني غسان كنفاني في مخيم عين الحلوة، ويعلق في فخّ الصحافة رسامًا للكاريكاتور تنقل بين صحيفتَي الطليعة والسياسة الكويتيتين، ثم السفير اللبنانية، فالقبَس الكويتية والدولية. 

أنشأ ناجي العلي "حنظلة" لأم هي النكبة :  طفل في العاشرة من عمره رثّ الثياب وحافي القدمين من دون هوية أو جنسية أو أوراق ثبوتية، ونشره للمرة الأولى في العام 1967.

ومن خلاله عبّر عن اللاجئين الفلسطينيين، وعن امتعاضه من السياسات العربية والفلسطينية، ليصبح حنظلة رمزًا للهوية الفلسطينية. 

ولم يخفِ ناجي شعوره بأن حنظلة نفسه رمز ذاتي له بوصفه ابن مخيم حافي القدمين وغير مستعد للمراوغة في قول الحقيقة.

أما اختيار التسمية، فقال في أحد التصريحات إنها تليق بالرسم وقد مرّ عليها من خلال الأسماء القديمة، وتنبّه إلى معناها: المرارة، والحقيقة تظل مرة، وفق تعبيره.

وحتى اغتياله قبل 36 عامًا، ترك ناجي العلي أكثر من 40 ألف رسم كاريكاتوري ساخر، يُعاد نشر وتداول الكثير منها. كما تُقام المعارض التي تضم عددًا من أعماله في العديد من الدول حول العالم.

* إغتيال ناجي العلي في لندن 

أُغتيل ناجي العلي في لندن برصاصة أُطلقت عليه غدرًا في 22 جويلية 1987، ليستشهد جراء الإصابة في 29 أوت 1987.

الرجل الذي بثّت رسوماته الدماء في الحكاية الأزلية لفلسطين وفتحت مأساتها، كانت آراؤه قد لاقت رواجًا تعدّى حدود الأراضي المحتلة والمخيمات والشتات، وأصبحت رسوماته تجتاز الحدود السياسية والجغرافية لجمهور واسع من القراء العرب.

لكن طيلة عقود ظلّ الجناة في جريمة اغتياله في طيات المجهول، ولم تعثر الشرطة البريطانية على القاتل.

وأفاد شهود عيان بأن ناجي العلي كان يوم اغتياله في طريقه إلى عمله؛ أوقف سيارته في شارع إكسوورث وسار باتجاه شارع درايكوت.

وقد بيّنت التحقيقات أن الجاني تتبّعه، وأقدم على إطلاق عيار ناري خلف رأسه لدى دخوله شارع آيفز حيث مكان عمله، ثم ركض عائدًا عبر المسار نفسه وتمكّن من الهرب.

عقب ذلك ضاعت تفاصيل الجريمة، واختلفت الآراء حول الجهة التي تقف وراء اغتيال ناجي العلي الذي لم يكن معه في تلك اللحظة سوى مفاتيح سيارته بيده اليمنى، وتحت ذراعه اليسرى رسوم يومه.

في العام 2017، أعاد وثائقي لقناة " التلفزيون العربي" يبحث خفايا اغتيال ناجي العلي تحريك المياه الراكدة. 

فبسببه أعادت فرقة مكافحة الإرهاب البريطانية فتح التحقيق، ودعت في الذكرى الثلاثين للجريمة الغامضة أي شخص لديه معلومات للإدلاء بها، ووزعت على وسائل الإعلام ملامح مفترضة للمشتبه به الرئيسي.