دولي

أريحا الفلسطينية، أقدم مدينة محصنة في العالم، تدرج في لائحة التراث العالمي لليونسكو

الرياضص/ وكالات - قررت لجنة التراث العالمي في منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) الاعتراف بمدينة أريحا القديمة «تل السلطان» موقعًا تراثياً ضمن قائمتها للتراث العالمي، وذلك خلال دورتها الـ45 التي تستضيفها العاصمة السعودية الرياض، والمستمرة بين 10 حتى 25 من سبتمبر الجاري. 

 وعلقت وزارة الخارجية الفلسطينية، على قرار اليونسكو، مؤكدة أن إدراج «تل السلطان» أو أريحا القديمة على قائمة التراث العالمي يعد تكليلاً للجهد الدبلوماسي والفني الفلسطيني للحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني كافة، ومن بينها حماية حقوق الفلسطينيين الثقافية والتراثية.

اثبات اضافي على عمق الوجود الفلسطيني

وأكد البيان أن «هذا الإدراج إثبات إضافي على عمق وقِدم الوجود الفلسطيني الأصيل في أرضه، واستمراره في البقاء عليها منذ أكثر من 10 آلاف عام، وصدق الرواية الفلسطينية، وهو شهادة عالمية استثنائية على واحدة من أقدم المجتمعات التي أنشأت أول نظام اجتماعي واقتصادي وسياسي مجتمعي في العالم، علاوة على أنه يمثل حقاً لدولة فلسطين، العضو في منظمة يونسكو، في ممارسة سيادتها على أراضيها ومواقعها التراثية، استناداً للمادة السادسة لاتفاقية الحفاظ على التراث العالمي للعام 1972».

تسييس المنظمة؟

في المقابل اعتبرت وزارة خارجية الاحتلال أنّ القرار الذي «علامة أخرى على استخدام الفلسطينيين الساخر لليونسكو وتسييس المنظمة«، على حد قولها. وأضافت أن دولة الاحتلال: «ستعمل على أجل تغيير كل القرارات المشوهة التي اتخذت»،حسب وصف البيان.

وعام 2019، انسحبت إسرائيل من اليونسكو بزعم أنّ المنظمة «تنحاز ضدها وتنتقص من ارتباطها بالأراضي المقدسة»، كما اعترضت تل أبيب على قبول اليونسكو لفلسطين كدولة عضو في عام 2011.

أقدم مدينة محصنة في التاريخ

وقالت «يونسكو» إن هناك أدلة أثرية تُظهر أن المدينة، المعروفة أيضا باسم «تل السلطان»، هي واحدة من أقدم المدن على الأرض.ويعد موقع تل السلطان أقدم مدينة زراعية مسوّرة ومحصنة في العالم، ويمتد تاريخها لأكثر من 8 آلاف عام، وتمثل نموذجًا معمارًيا فريدًا في العصور القديمة، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا). وأوضح علماء الآثار في الضفة الغربية أن «تل السلطان» أقدم مدينة محصنة في العالم، وموقع يروي قصة تاريخ البشرية من خلال بقايا تعود إلى العصر الحجري الحديث، وتستمر حتى العصر البيزنطي.

قرن من التنقيب

وتحتضن مدينة أريحا القديمة برجا دائريا ضخما، بالإضافة إلى أسوار لحماية الموقع. وقد ظلت قيد التنقيب لأكثر من قرن من الزمان، مما أسفر عن بقايا مدينة تاريخية محصنة. وتناول المؤرخ البريطاني جيس ميلارت في كتابه «أقدم الحضارات في الشرق الأدنى» تحصينات مدينة أريحا القديمة، وكتب «إن الجهد الاستثنائي الذي بُذل في إنشاء هذه التحصينات يعني وجود قوة عمل وفيرة، ووجود سلطة مركزية قامت بالتخطيط والتنظيم، وتوجيه وقيادة العمل التنفيذي. كما يعني في الوقت نفسه توافّر فائض اقتصادي ومادي لتحمّل التكاليف لإنجاز مثل هذا العمل. وقد دلّت آثارها على وجود إدارة مركزية قوية بها آنذاك تنظّم شؤونها، وأن هناك زعيما أو حاكما قويا لهذه المدينة آنذاك».