عاش القطاع العام
الشعب نيوز/ فتحي المسلمي الكاتب العام المساعد للجامعة العامة للكهرباء والغاز: انقطاع التيار الكهربائي الكلي أو الجزئي امر يكاد ان يكون عادي حدث ويحدث في كل دول العالم كندا وامريكا الشيلي أوروبا الهند اما الدول النامية فحدث ولا حرج حيث تكون الانقاطعات على مدار السنة.
لا خلاف كبير في أن انقطاع التيار الكهربائي يحدث شللا اقتصاديا واجتماعيا واتصاليا رهيبا ويختل بسببه التوازن ولكم ان تتخيلو بلادا دون كهرباء ، ولكن لا يمكن باي حال من الأحوال منع الاعطاب والحوادث الفنية والتقنية والطبيعية التي تؤدي إلى الانقطاع الكلي أو الجزئي للتيار . والانقطاع الكلي الذي حدث في تونس في الليلة الفاصلة بين19و20سبتمبر نتيجة لعطب فني بمحطة إنتاج الكهرباء برادس حسب المعطيات الأولية ولا وجود لعمل تخريبي ولاانفجارات أو مؤامرات كما لُمِّح له على منصات التواصل الاجتماعي وقد تجند أبناء الستاغ بكل حرفية من اسفل الهرم إلى أعلاه لاعادة الكهرباء وكان لهم ذلك بفضل خبرتهم وانضباطهم وتعاملهم مع الازمة بكل صنعة وحرفية ووقد وجبت تحيّة جيشنا الأزرق على مجهوداته الجبارة والحقيقة كل من له دراية بهذا العالم يعي قيمة ما حدث ويحدث في الانقطاع الكلي واعادة ضخ الكهرباء من جديد وقد تم ذلك في 4ساعات تقريبا.
كذلك وبصفتي ابن الستاغ وابن الاتحاد العام التونسي للشغل عروبي وابن هذه البلاد لابد أن احيي اشقاءنا في الجزائر لمدهم يد المساعدة لمعالجة امر إعادة الكهرباء كذلك اشقاءنا في ليبيا رغم انهم يمرون بظروف صعبة نتيجة إعصار دانيال والذي اجتاح الشرق الليبي وخلف دمارا بشريا ودمارا في البنية التحتية والكهربائية ، مما يجسّد روح التضامن والتأزر بين الأشقاء العرب.
ويبقى الاهم حاليا الوقوف على حقيقة ما حدث تقنيا حتى نسعى قدر المستطاع إلى التقليل من الخسائر المادية والاجتماعية في حالة تكرار الانقطاع ، ويمكن القول إنذ ماحدث يمكن أن يتكرر وبوتيرة اكثر ما لم نعزز منصة الإنتاج ونعزز الشبكة ونتعهدها بالصيانة ونعزز الرصيد البشري ونحيطهم اجتماعيا، ويمكن توقّع قدوم الكارثة خاصة في ظل انخرام التوازنات المالية للشركة وعدم قدرتها على الاستثمار وذلك نتيجة لاسباب سياسة وخيارات اقتصادية فاشلة في اعتقادي وسوف اتحدث في هذا الموضوع لاحقا.
ومن زاوية أخرى وفي الانقطاع الكلي الاخير للكهرباء تبادرت إلى ذهني فرضية ملكية الكهرباء للخواص أفرادا أو شركات، وهو خيار اقتصادي وسياسي مطروح، وتساءلت كيف يكون الحال؟
وقياسا على قول شكسبير " اعطني مسرحا أعطيك شعبا عظيما " اقول على لسان المتربّصين: اعطني ملكية الكهرباء وسوف اتحكم في البلاد اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا. وبوضوح من ملك الكهرباء ملك البلاد ولذلك نقول لمن يتندر ويتفكه بكلمة الأخ الأمين العام "القطاع العام 70الف خط أحمر" نعم القطاع العام خط أحمر وقطاع الكهرباء تحديدا خط أحمر ولا مجال للتفريط فيه باي شكل من الأشكال لأنّ أامننا الطاقي من أمننا القومي ولا بد من التحكّم فيه وتطويره تجسيدا للسيادة الوطنية قولا وفعلا..
Enter