وثائقي

الهادي الغضباني يكتب عن "وجوه ومواقف نقابية في الذاكرة" (11): الميزوني المحمدي.

قد يكون هذا الاسم نكرة لدى عموم النقابيين ولكنه في رأيي علم من اعلام العمل النقابي في قطاعه وفي جهته. رجل متوسط القامة، نحيف، اسمر، في صوته بحة لا تفارقه ولكنها بحكم العشرة اصبحت نبرة صوتية مميزة زادت خطابه تأثيرا على المتلقين

كانت مهنته عاملا من عمال وزارة التربية وانتهى به المطاف إلى القصرين فانخرط في الاتحاد العام التونسي للشغل وأصبح كاتبا عاما لنقابة عملة التربية محليا وجهويا.

عرفته عضوا في المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل بالقصرين. كنت زمنئذ في نقابة الثانوي ويرجع ذلك إلى السبعينات من القرن الماضي.. حتى اندلعت أحداث جانفي 1978 فأودع سجن الكاف مع ما يفوق المائة من نقابيي وعمال الجهة. وخرج بعد ثلاثة أشهر ليجد نفسه موقوفا عن العمل. مما حدا بالمنصبين على الاتحاد ابتزاز وضعته للتدخل لفائدته مع المرحوم التيجاني عبيد الأمين العام المنصب آنذاك وعاد إلى سالف عمله.

تعلمت منه رحمه الله العمل النقابي الميداني. كان يحب نقابته كما لم يحب النقابة أحد " اقتباسا من شعر اولاد احمد". يطوف كل المعاهد الثانوية والمدارس الابتدائية المنتشرة في اصقاع الجهة دون كلل او ملل ليتصل مباشرة برفاقه العمال يحثهم على الانضمام إلى الاتحاد وتكوين النقابات ويتبنى مطالبهم ولا يهدأ له بال حتى يحقق ما أمكن منها.

 تربطه بالناس والمسؤولين وخاصة في حقل التربية والتعليم علاقات متينة. اذكر انه حل مشاكل عويصة مع المديرين الجهويين للتعليم ومع المديرين العامين بوزارة التربية وخاصة مع المرحوم عبد السلام الصويعي وعمر المتجولي دام بقاؤه. كما كان مسموعا لدى النقابيين في الجهة وفي المركزية النقابية وخاصة المرحوم حسين بن قدور.

عرفته عن كثب عندما كنا معا أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل بالقصرين لدورات متتالية وتعلمت منه أن النضال لا يكتسب بالشهادات العلمية والدرجات الثقافية بقدر ما يكتسب بالممارسة اليومية والقناعات الراسخة والكفاءات الذاتية...

رحمه الله وغفر له ما تقدم من الذنب وما تأخر.

* الميزوني المحمدي على يمين الصورة مع عدد من النقابيين من جهة القصرين من بينهم بدرالدين الهرماسي.

الحلقة القادمة: محمد صيود وجريدة الشعب السرية