وثائقي

الهادي الغضباني يكتب عن "وجوه ومواقف نقابية في الذاكرة" (14): رجوعا الى المنصف اليعقوبي.

* صورة تجمع الراحل الاخ عبدالسلام جراد مع الاخ علي بن رمضان خلال المؤتمر الاستثنائي المنعقد في فيفري 2002.

في المؤتمر الوطني للاتحاد (الكرم1 ) عام 1993، ثبت اسم المنصف اليعقوبي في قائمة الأمين العام. وهي القائمة المرشحة للفوز كلف ذلك ما كلف. وقد أجرى الأمين العام للغرض مشاورات صارت اغلبها في مقر الاتحاد النقابي لعمال المغرب العربي (شارع الان سافاري تونس)

وقد كان مشروع الأمين العام التخلص من معارضيه: علي بن رمضان وعبد النور المداحي رحمه الله وكمال سعد ومن المشاكس محمد الطاهر الشايب. وقد مهد لذلك بمشاورات سرية مع المرحوم عبد السلام جراد المكلف بالنظام الداخلي واليد القوية في الاتحاد في ذلك الوقت وبعض المقربين له من المكتب التنفيذي الوطني والهيئة الادارية، وكنت ضمن من شملهم التشاور في هذا الغرض.

وكان المشكل العويص هو تعويض علي بن رمضان القرقني العاشوري صاحب الشعبية النقابية والمؤهل لخلافة الزعيم عاشور. لا شك ان عبد السلام جراد صاحب المهام الصعبة هو القادر على الحل...

وكان الحل هو بتعويض علي بن رمضان بمسعود ناجي الكاتب العام للجامعة الوطنية للصحة أصيل قرقنة وصاحب التجربة النقابية في قطاعه والذي يحظى بالاحترام لدى النقابيين. وبذلك تهدأ قلوب القراقنة والصفاقسية والانصار..

وتم تعويض الباقين بالآخوة المنصف اليعقوبي وعبيد البريكي ونور الدين الفطحللي..

وكلف الاخ المنصف بالقطاع العام فكان لا يفارق مكتبه الا لأكل صحن مقرونة في نهج المنجي سليم قرب الاتحاد او التنقل إلى المفاوضات ومتابعة أعمال لجنة مراجعة قانون الشركات والدواوين ومواكبة النشاط النقابي العام. كان لا يستعمل سيارة الاتحاد الا للعمل النقابي وقد يستغني عنها فتبقى رابضة في ساحة محمد علي ويأخذ الميترو إلى سكناه بحي الرمانة.

لم يكن يولي مظهره القدر المطلوب من العناية. كان كثير الاحتفاء بأصحابه من النقابيين وغيرهم، يكثر من "التسليم "والتقبيل. وهو ما حسبه البعض عليه مظهرا من مظاهر " الشعبوية".

كوّن حوله فريقا من النقابيين في لجنة القطاع العام فلم يساعدوه بما يكفي. ولم يجد المؤازرة في مهمته تلك مما مهد لإزاحته من قائمة الأمين العام في المؤتمر الوطني العام 1999(الكرم2).. وتلك هي النيران الصديقة.

الحلقة القادمة: علي بوجمعة وآخرون.