وثائقي

الهادي الغضباني يكتب عن وجوه ومواقف نقابية في الذاكرة (19) الأخ حسين بن قدور مرة أخرى

* في الصورة، المكتب التنفيذي الوطني المنبثق عن مؤتمر قفصة افريل 1981، وعلى رأسه الاخ الطيب البكوش اثناء لقائه بالرئيس الحبيب بورقيبة.ويرى الشيخ حسين بن قدور الثالث من اليمين

ما ان اخذت الازمة النقابية لـ26 جانفي 78 ترفع اوزارها بالإفراج عن النقابيين المعتقلين في مطلع الثمانينات من القرن العشرين حتى اخذت عملية "التطبيع" مع الاتحاد تأخذ طريقها. انعقد المؤتمر الاستثنائي للاتحاد العام التونسي للشغل بقفصة في غياب الأمين العام الشرعي الحبيب عاشور.

كان الأخ حسين بن قدور مهندس هذا المؤتمر واقنع بمعية زملائه الذين كانوا معه بالأمس في السجن وغيرهم بضرورة عقد المؤتمر دون رفع الاستثناء عن الحبيب عاشور الذي سيتواصل الاتحاد الدفاع عنه، حسب رايه، في خطة نضالية مرحلية.

كان اغلب الملاحظين يتوقعون ان سي الحسين سيكون الأمين العام وهو يعرف ان السلطة تراهن على عبد العزيز بوراوي ليحتل هذا المنصب واستعمل الأخ حسين المناورة النقابية او الدهاء النقابي الذي عرف به فسحب البساط من تحت قدمي بوراوي ونأى بنفسه عن الترشح للأمانة العامة وقدم لها الأخ الطيب البكوش الذي اصبح الأمين العام للاتحاد..

عندما كانت الانتخابات التشريعية على الأبواب بعد مؤتمر قفصة دخل الاتحاد مع الحزب الحاكم في جبهة انتخابية، هي الجبهة الوطنية اقتلع من خلالها ما يقارب الثلاثين مقعدا. ووجدت حركة الديمقراطيين الاشتراكيين MDS.وهي التي كانت الأكثر حظوظا على الساحة السياسية آنذاك، وجدت نفسها "خارج الطرح"..

وحدث جدل واسع في الداخل وفي الخارج عن نزاهة تلك الانتخابات وعن دور الاتحاد في التحالف مع السلطة..

وبالتالي لم يكن الأخ بن قدور راضيا عن ذلك. وحمل المسؤولية مع العديد من النقابيين للأمين العام الأخ الطيب البكوش. .

رفع الاستثناء بعد مدة وجيزة عن الحبيب عاشور بعد مفاوضات وتوافقات مع الرئيس الحبيب بورقيبة وقيل ان لوسيلة حرم الرئيس دورا في الحلحلة.. وانعقد المجلس الوطني للاتحاد لينتخب الحبيب عاشور رئيسا للاتحاد.

الحلقة القادمة: مع الأخ حسين بن قدور، أخيرة وليس آخرة.