الجلولي : لا نريد أن تتحول وزارة الشؤون الاجتماعية الى مركز ثقل سياسي يعطل الحوار ويرفض التشاركية ويسير الملفات بشكل أحادي
الشعب نيوز / نصر الدين ساسي - نظم قسم الحماية الاجتماعية والقطاع غير المنظم بالاتحاد العام التونسي للشغل ندوة صحفية لإنارة الرأي العام وعموم النقابيين حول واقع الحماية الاجتماعية التي تشهد خدماتها ترديا متواصلا في ظل تعطل الحوار الاجتماعي زيادة على التصريحات الأخيرة للمسؤولين في وزارة الشؤون الاجتماعية.
فقد تحدث بعض المسؤولين عن قرارات مزمع اتخاذها وأثارت بعد تساؤلات ونقاط استفهام حول خطط الوزارة في التعاطي مع مختلف التحديات المطروحة والتي من بينها اختلال التوازنات المالية لأنظمة الجرايات في صندوقي التقاعد والحيطة الاجتماعية والضمان الاجتماعي ونقص السيولة في الصندوق الوطني للتامين على المرض والتفاوض حول الترفيع في الأجر الأدنى ومراجعة الجرايات في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي بصفة دورية.
مغامرة غير محسوبة
الاخ عثمان الجلولي مسؤول القسم المشرف على الندوة بحضور الاخوين انور بن قدور الأمين العام المساعد للاتحاد المسؤول عن قسم الدّراسات والتّوثيق و محمد الشابي الامين العام المساعد مسؤول قسم الوظيفة العمومية استهل الندوة الصحفة بالترحم على ارواح الشهداء الفلسطينيين ومن بينهم الصحفيون مستعرضا بعد ذلك دواعي عقد الندوة الصحفية حيث ابرز انها رد على التصريحات المتواترة لعدد من المسؤولين بوزارة الشؤون الاجتماعية وفي مقدمتهم وزير الشؤون الاجتماعية.
وإعتبر الأخ الجلولي القرارات الملوح بتنفيذها مغامرة غير محسوبة العواقب وهي بمثابة القفز في الهواء وتلاعب برصيد المضمونين الاجتماعيين مشددا على أنه لا حماية إجتماعية دون حوار اجتماعي مباشر وشفاف مضيفا انه كان يفترض بالوزارة طرح مجمل الملفات ضمن اللجنة الوطنية للحماية الاجتماعية بشكل تشاركي يضمن حلحلة الاشكاليات المتنامية التي تشهدها منظومة الحماية الاجتماعية والقطاع غير المنظم حتى لا تتحول الوزارة الى مركز ثقل سياسي يعطل الحوار ولا يتقدم نحو التشاركية ويسير الملفات بشكل أحادي .
أين الحد الادنى؟
وأضاف أن وزارة الشؤون الاجتماعية عجزت عن ضمان الحد الأدنى في علاقة بالسياسة الاجتماعية في تونس وهو ما سيعرض مكتسبات الناشطين والمتقاعدين الى الخطر وأوضح أن مجمل هياكل الوزارة شبه معطلة وغير قادرة على تقديم الخدمات المتعلقة بصحة التونسيين وعملهم ومكتسباتهم مؤكدا ان وزارة الشؤون الاجتماعية واصلت انتهاج السياسات القديمة والعقيمة التي ستزيد من اتساع رقعة الفقر وتعميق الفوارق الاجتماعية ومزيد من الاعباء على كاهل الأطراف الاجتماعية.
الاجراء معنيون براهن الصناديق ومستقبلها
وإعتبر الأخ عثمان الجلولي أن تحويل الصناديق الاجتماعية الى مؤسسات مالية عملية غير مقبولة أولا لأن الاجراء المساهمين في هذه المؤسسات معنيون بدرجة اولى بالمشاركة في كل الخيارات والقرارات المصيرية المرتبطة بها مشددا على ان الاتحاد العام التونسي للشغل حريص على ديمومة هذه المؤسسات و استمرارية خدماتها رافضا كل التصريحات المطروحة حول الدعوة الى التفويت في العقارات السكنية التابعة للصناديق معتبرا تلك العقارات ثروة ورصيدا وجب الحفاظ عليه وتنميته وتطويره باعتباره ارث من حق الاجيال القادمة وايضا احتياطيا ماليا قائم الذات وجب حوكمته والتداول بشأنه بشكل تشاركي.
وابدى الاخ الجلولي استغرابه من تشبث وزارة الاشراف بمبدأ التفويت استنادا الى مخرجات مجلس وزاري التأم منذ عام 2014 مجددا رفض المنظمة الشغيلة بشكل قطعي بيع ممتلكات الاجيال والصناديق.
كما حمل الاخ عثمان الجلولي الوزارة مسؤولية ضمان الحد الأدنى من الحماية الاجتماعية بمواقع العمل لتجنب الكوارث والحوادث على غرار الحادثة الاخيرة بالقيروان والتي ذهب ضحيتها ثلاثة عمال مطالبا بإعتماد سياسة وطنية للصحة والسلامة المهنية بإمكانها حماية أرواح عديد العمال المعرضين دوما الى مخاطر متنامية .
وعرج في ذات السياق على ضعف برنامج الأمان الإجتماعي وضعف الحماية الاجتماعية او غيابها كليا لعدد من الفئات الهشة على غرار سواق النقل او عاملات الفلاحة وموزعي الأكلات مطالبا بسحب الحماية الاجتماعية والصحة والسلامة المهنية على جميع الفئات في اطار سياسة إجتماعية عادلة وشاملة وتشاركية .
أمرصعب المنال
كما اعتبر الاخ الأمين العام المساعد أن تصريحات الوزير بتقريب الخدمات في علاقة بتوزيع الأدوية في كل الجهات امر صعب المنال وغير واقعي وذلك على الرغم من حرص المنظمة الشغيلة على مبدأ تقريب الخدمات الا ان مثل هذه التصريحات غير واقعية بل ويفندها واقع المنظومة الصحية المترهل وتردي الخدمات وغياب الأدوية .
وختم الأخ عثمان الجلولي تدخله بالتشديد على ضرورة مراجعة السياسة الاجتماعية ودعوة الوزارة الى العودة للتفاوض الجدي والمباشر وتحمل المسؤولية في إصلاح مختلف الهنات بشكل تشاركي بعيدا عن الوعود أو التسييس خصوصا وان المؤشرات الراهنة تبرز بجلاء الانحدار نحو المزيد من الفقر والتهميش و الفوارق.
صور أخرى من الحدث تجدونها في : https://www.facebook.com/UgttPressGroup/