وثائقي

مذكرات العميد منصور الشفي (15): محام شهير أوفدته السيزل تلاعب بقضية الزعيم المغربي المحجوب بن الصديق

* في الصورة، الزعيم النقابي المغربي محجوب بن الصديق

الشعب نيوز/ مذكرات العميد منصور الشفي - يتعرض الاستاذ في هذه الحلقة الى محام كلفه الاتحاد العالمي للنقابات الحرة - سيزل - بالدفاع عن الزعيم الحبيب عاشور في قضية الباخرة الرابطة بين قرقنة وصفاقس والتي تعرضت الى حريق ادى الى وفاة بعض الركاب منهم أجانب، ولكن تأكد للجميع انه محام يتلاعب بالقضايا ويخدم من يدفع له اكثر.

 حضر معنا الى صفاقس، للدفاع عن الزعيم الحبيب عاشور، المحامي رايمون نيكولاي وهو محام سويسري شهير، مكلّفا في ذلك من طرف منظمة الإتحاد العالمي للنقابات الحرّة - السيزل - لمتابعة قضية الباخرة.  

وكنت قبل يوم من المحاكمة قد تقابلت معه بتونس رفقة الحبيب عاشو ثم رافقنا الى صفاقس على متن سيارة الحبيب عاشور وكان إنطباعنا عنه سيئا للغاية حيث تركز كلامه عن أحمد التليلي في عبارات سيئة نتيجة خصومة بينهما

وقد علمنا فيما بعد أنّه جاء إلى تونس قبل يومين من المحاكمة وكان في إستقباله بالمطار محمود بن عزالدين عضو المكتب التنفيذي للإتحاد الذي كان في ذلك الوقت يترأسه البشير بلاّغة وكان مكلّفا بالعلاقات الخارجية وهو من أنصار أحمد بن صالح 

وبالجلسة قمت بتقديمه إلى السيد حاكم الناحية وكان مرتديا لزيّ المحاماة.. وجلس معنا في مقاعد الدفاع ليتابع المحاكمة حيث تكلّف زميلنا فيكتور حاسيد المحامي بصفاقس بترجمة ما يدور بالجلسة وترجمة المرافعات له 

وعلمنا فيما بعد أن أحمد التليلي عندما اتفق مع السيزل على تكليف محام من أوروبا لدفاع عن الحبيب عاشور قد اتصل بالفرنسي روبير بادنتار المحامي الفرنسي الشهير والذي أصبح فيما بعد وزيرا للعدل في عهد الرئيس فرانسوا ميتران لكن بادنتار اعتذر لأنّه كان في تلك الفترة مشغولا بقضيّة له في اليابان 

وقد روى لنا أحمد التليلي بعد رجوعه من منفاه أنّ الزعيم المغربي المهدي بن بركة قد أشار عليه بالمحامي نيكولاي ورافقه لزيارته بمكتبه بجنيف 

وكان المهدي بن بركة قد عرفه لمّا إنتدبته السيزل للدفاع عن محجوب بن الصديق الزعيم النقابي المغربي الشهير وإن كان قد روى لنا المحامي الجزائري الرزقي بوزبدة والذي كان في الوقت نفسه محاميا للزعيم النقابي المغربيمحجوب بن الصدّيق كيف أنّ نيكولاي تلاعب بقضيته مع الملك الحسن الثاني كما أنّ نيكولاي كان صديقا حميما للرئيس الغيني الدكتاتور أحمد سيكوتوراي وكان مكلّفا طيلة عدّة سنوات بطبع كتبه ونشرها في أوروبا وهي كتب لم تكن تجد أيّ قارئ لها ولكن ذلك لم يمنع نيكولاي من جمع ثروة طائلة من وراء طبع تلك الكتب كما أنّه توصّل إلى أن يصبح في وقت من الأوقات مكلّفا برعاية إبن باتريس لوممبا.

كلّ هاته المعلومات عن نيكولاي لم نكن نعلمها عندما حضر معنا لأوّل مرّة الى محكمة ناحية صفاقس لكن أحمد التليلي أخبرني عند رجوعه من منفاه بأنّه تحصّل مؤخرا على معلومات تثبت تورّط نيكولاي في مقتل المهدي بن بركة وأنه سوف يشركني معه في تكوين ملف ضدّ نيكولاي لكن المرض لم يمهل أحمد التليلي للقيام بتلك الأعمال كما لم يمهله للقيام بعمل أجلّ بالنسبة لمنظمة الإتحاد العام التونسي للشغل وهو عودته هو وصديقه الحبيب عاشور رحمهما اللّه رحمة واسعة على رأس المنظمة.