دولي

مساع جديدة في مجلس الأمن للتوصل إلى اتفاق بشأن غزة يتفادى الفيتو الأميركي

الشعب نيوز / وكالات - بعد التأجيل المتكرر منذ الاثنين 18 ديسمبر 2023، يؤمل أن يعتمد مجلس الأمن الدولي الأربعاء 20 ديسمبر 2023 قرارا جديدا هدفه تحسين الوضع الإنساني الكارثي في غزة، ولكن نتيجة التصويت تظل غير مؤكدة نظرًا لتعقيد المفاوضات.

وبمواجهة انتقادات شديدة تأخذ على مجلس الأمن عجزه عن التحرك منذ بداية الحرب بين الكيان الصهيوني  وحماس، يتفاوض الأعضاء الخمسة عشر منذ عدة أيام على هذا النص المكون من أربع صفحات والذي اقترحته الإمارات العربية المتحدة آملة من خلاله أن يتمكن المجلس التابع للأمم المتحدة من "التحدث بصوت واحد".

منذ الهجوم غير المسبوق الذي شنته حركة حماس في الكيان المحتل  في 7 أكتوبر 2023  ورد الجيش الصهيوني  عليه بحملة قصف مدمرة وهجوم بري على قطاع غزة، لم يخرج المجلس عن صمته سوى مرة واحدة عندما تبنى في 15 نوفمبر 2023  قرارًا دعا إلى "هُدن إنسانية".

غير أنه فشل في تبني خمسة مشاريع قرارات أخرى خلال شهرين، وآخرها يدعو إلى "وقف إنساني فوري لإطلاق النار"، أسقطته واشنطن باستخدام حق النقض في 8 ديسمبر 2023 .

ولكن على الرغم من الفيتو الأميركي، باشرت الإمارات، متسلحة بتأييد الأغلبية الساحقة في الجمعية العامة لوقف إطلاق النار، معركة جديدة في المجلس "للذهاب أبعد قليلا" من قرار نوفمبر، وفق ما أوضحت سفيرتها لدى الأمم المتحدة لانا زكي نسيبة.

وتدعو النسخة الأخيرة من مشروع القرار  وما زال من الممكن تعديلها، إلى "وقف عاجل للأعمال القتالية للسماح بوصول المساعدات الإنسانية على نحو آمن ومن دون عوائق، وإلى اتخاذ تدابير عاجلة من أجل وقف دائم للأعمال القتالية". وهي صياغة تعتمد مقاربة أخف لهجة من النسخة السابقة التي دعت إلى "وقف عاجل ودائم للأعمال القتالية".

وفي حين يعارض الكيان الصهيوني  وحليفه الأميركي فكرة "وقف إطلاق النار"، فإن صياغة الدعوة إلى وقف المعارك هي محور الانقسامات في المجلس منذ أكثر من شهرين، ما بين "توقف" أو "هدنة" أو "وقف إطلاق نار لأسباب إنسانية"، وما زالت إحدى النقاط الرئيسية في المفاوضات الجارية.

وكما هي الحال مع النصوص السابقة التي رفضها الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الامريكية ، فإن مشروع القرار الأخير لا يذكر حركة حماس بالاسم، ويدين من ناحية أخرى "جميع الهجمات العشوائية ضد المدنيين" و"جميع الأعمال الإرهابية"، ويدعو إلى إطلاق سراح الرهائن.

ومع الإعراب عن القلق إزاء "التدهور السريع" للوضع الإنساني في غزة، فإن هذه النسخة الأخيرة من النص تطالب أيضا طرفي النزاع بتسهيل دخول وتوزيع المساعدات في جميع أنحاء القطاع، "عن طريق البر والبحر والجو"، وتطلب من الأمين العام للأمم المتحدة إنشاء آلية لمراقبة المساعدات.

و بعد هجوم 7 أكتوبر 2023  الذي خلف، بحسب السلطات الصهيونية ، نحو 1140 قتيلا، معظمهم من المدنيين، تعهد الكيان المحتل  "بالقضاء" على حماس وفرض حصارًا مطبقًا على قطاع غزة وبدأ حملة قصف مدمرة مستمرة استتبعها بعملية برية واسعة النطاق في 27 أكتوبر 2023 . 

وتسببت العمليات العسكرية الصهيونية  في قطاع غزة بسقوط 19667 شهيدا  منذ بداية الحرب، معظمهم من النساء والأطفال والفتية، وفق آخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس الثلاثاء 19 ديسمبر 2023 .