دولي

إسرائيل" وحماس تبديان بوادر استعداد لهدنة جديدة"

الشعب نيوز / وكالات - يتوجه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية الأربعاء 20 ديسمبر 2023  إلى مصر لبحث وقف إطلاق نار في غزة، بعدما أبدى  الكيان الصهيوني  استعداده للموافقة على هدنة جديدة لقاء إطلاق سراح رهائن و أسرى .

ومع مضي أكثر من شهرين على اندلاع الحرب، يصدر طرفا النزاع مؤشرات انفتاح على هدنة جديدة بعدما أتاحت هدنة سابقة استمرت أسبوعا إطلاق سراح 105 رهائن صهاينة من قطاع غزة، مقابل إطلاق سراح 240 أسيرا  فلسطينيا من السجون الصهيونية .

وفي هذا السياق يتوجه هنية برفقة وفد قيادي  من الحركة إلى مصر حيث يعقد عدداً من اللقاءات أبرزها مع مدير المخابرات المصرية عباس كامل للبحث في وقف العدوان والحرب تمهيدا لصفقة تبادل بين الأسرى وإنهاء الحصار على قطاع غزة .

في المقابل، أعلن الرئيس الصهيوني  إسحق هرتسوغ الثلاثاء أن " الكيان المحتل  مستعد لهدنة إنسانية جديدة ومساعدة إنسانية إضافية للسماح بإطلاق سراح الرهائن".

* مفاوضات في الكواليس 

وكانت هدنة أولى استمرت من 24 نوفمبر 2023  وحتى الأول من ديسمبر 2023  أتاحت الإفراج عن 80 رهينة كانوا محتجزين في قطاع غزة  مقابل 240 من الأسرى الفلسطينيين في السجون الصهيونية .

ويبدو أن مفاوضات أخرى تجري في الكواليس، إذ أفاد موقع" أكسيوس" أن الكيان الصهيوني  عرض عبر قطر التي لعبت دور الوسيط في المفاوضات التي أفضت إلى الهدنة السابقة، وقف القتال لمدة أسبوع على الأقل في إطار صفقة جديدة لإطلاق سراح عشرات الرهائن و الأسرى.

وتطالب حماس بوقف المعارك كشرط مسبق لأي تفاوض بهذا الشأن.

وشددت حركة الجهاد الإسلامي الضغط الثلاثاء بنشرها مقطع فيديو قالت إنّه لرهينتين على قيد الحياة تحتجزهما في غزة، داعية إلى تسوية تسمح لهما بالعودة إلى  تل أبيب .

من جهة أخرى، تتواصل مفاوضات شاقة الأربعاء في الأمم المتحدة حيث يعجز مجلس الأمن منذ الإثنين عن إصدار قرار يدعو إلى تعليق" الأعمال القتالية والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

وكان من المقرر التصويت على مشروع القرار الإثنين، لكنه تم إرجاء العملية للمرة الثالثة إلى الأربعاء، فيما يبحث أعضاء المجلس عن صيغة تسمح لهم بتجنب مواجهة طريق مسدود جديد، بعد فيتو أميركي سابق.

وبعدما كان النص يدعو في نسخته الأصلية إلى "وقف عاجل ودائم للأعمال الحربية"، بات يكتفي بالدعوة إلى "تعليق" المعارك. 

* أزمة إنسانية 

ميدانياً، واصل الجيش الصهيوني الثلاثاء قصفه وعملياته البرية في غزة، على الرغم من ضغوط دولية تلحّ على حماية المدنيين في القطاع الفلسطيني المحاصر.

وأفادت مصادر في حكومة حماس الأربعاء عن قصف صهيوني  على رفح وخان يونس (جنوب) ودير البلح (وسط) تسبب بسقوط 11 شهيدا على الأقل بحسب تقديرات أولية. 

وأعلن الجيش الصهيوني  أنه "يوسع نطاق عملياته ويعمقها" في خان يونس.

كما أعلن الجيش العثور على متفجرات في مركز طبي في الشجاعية في ضواحي مدينة غزة، وتدمير أنفاق لحماس وقتل كوادر في الحركة في عمليات نفّذها مؤخراً.

وأفاد الجيش الأربعاء عن مقتل جندي، ما يرفع حصيلة القتلى في صفوفه منذ بدء العمليات البرية في غزة في 27 أكتوبر 2023 إلى 133 عسكريا.

ويعاني القطاع الخاضع لحصار صهيوني  مطبق منذ التاسع من أكتوبر 2023 ، من أزمة إنسانية خطيرة إذ باتت معظم مستشفياته خارج الخدمة فيما نزح نحو 1,9 مليون نسمة، أي 85 في المئة من سكانه، من شمال القطاع إلى جنوبه هربا من الدمار والقصف، وفق الأمم المتحدة.

وأفاد تقرير لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة صدر الأربعاء أن نصف سكان القطاع يعانون من الجوع الشديد أو الحاد وأن 90% منهم يحرمون بانتظام من الطعام ليوم كامل.

وبالرغم من دخول 127 شاحنة مساعدات وبضائع إلى القطاع الثلاثاء من خلال معبري رفح مع مصر وكرم أبو سالم في شمال الكيان المحتل، إلا أن هذه الإمدادات لا تكفي إطلاقا لتلبية أبسط حاجات السكان.

وذكر التقرير أن 10% فقط من المواد الغذائية الضرورية حاليا دخلت إلى قطاع غزة خلال الأيام الـ70 الأخيرة.

ويتزايد القلق من اتّساع نطاق النزاع في الشرق الأوسط.

ففي شمال الكيان الصهيوني  على الحدود مع لبنان، أصيب عنصران من جنود الاحتياط بجروح طفيفة في إطلاق نار من جنوب لبنان، بحسب ما أعلن الجيش الصهيوني  الذي أكّد أنّه قصف مواقع لحزب الله.

وفي اليمن، توعد الحوثيون المدعومون من إيران بمواصلة هجماتهم على السفن التجارية في البحر الأحمر "دعما لغزة". 

وحذر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الثلاثاء من أن هذه الهجمات "تهدد التدفق الحر للتجارة وتعرض البحارة الأبرياء للخطر"، خلال اجتماع عبر الفيديو مع وزراء وممثلين من 43 دولة بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، "لمناقشة التهديد المتزايد للأمن البحري في البحر الأحمر".