وائل الدحدوح: قصة الصمود الفلسطيني
الشعب نيوز / صبري الرابحي - على امتداد أيام الحرب اكتفينا نحن ’’عرب المشاهدة’’ بانتظار ما يحمله الينا وائل الدحدوح من بشائر النصر وانتكاسات عروبتنا ساعة أريقت الدماء كما لم تفعل من قبل.
طبعت نبرة صوته في مخيلتنا وارتبطت بحرارة الجبهة وبرودة الموت أحيانا عندما يستعرض كل الذين ارتقوا ويتجول بين ركام الأبنية، وائل الدحدوح كان نافذتنا الى الحدث بل كان أملنا الى حدود متباعدة قربها بمصدح وكاميرا.
* الصحفي المرابط في أعنف الجبهات
لا يخفى على أحد اليوم أن الحرب على غزة تختلف عن كل فصول الصراع العربي الصهيوني عبر التاريخ، حجم الخراب والتكلفة الانسانية أعادت الى السطح كبرى الجرائم التي عاشتها الأرض منذ الحرب العالمية الثانية حتى أن الحديث اليوم عن أطنان من المتفجرات تناهز ثلاث مرات حجم قنبلة هيروشيما التي دكت اليابان وصنعت صدمة القرن أمام توحش الانسان.الدحدوح واجه أكثر من ذلك لكنه لم يغادر أو يتوانى في نقل الحقيقة كما هي بالرغم من قربه عديد المرات من الموت.
* استهداف الكيان الصهيوني
من الواضح أن العدو الصهيوني يتخبط داخل دوائر فشله العسكري الذي ألقى بظلاله على واقعه السياسي، فأزمة الثقة بين القيادة السياسية والقيادة العسكرية وتبادل اللوم حول مجريات العملية العسكرية ودعوات فتح تحقيق حول عملية طوفان الأقصى يجعل آلة القتل لديه مصوبة نحو عديد الاتجاهات وأولها هو نقل الحقيقة وتناقل الخبر.
قد يبدو حدث استشهاد زوجة الدحدوح وابنيه حدثا عرضيا ضمن مجريات العدوان العنيف على غزة غير أن اصابته منذ شهر تقريبا واستشهاد زميله بسبب منع وصول الاسعاف لمكان الحادث ينم بالضرورة عن نية مبيتة لقبر الحقيقة.
نفس الشيء لحمزة الدحدوح الذي استشهد اليوم بعد استهداف السيارة التي تقله شرقي خان يونس وكأن الرسالة تتمفصل عند استهداف الصحفيين على العموم وتحييد صوت آل الدحدوح الواصل الينا رغم ضجيج القصف والاشتباكات.
* وائل الدحدوح : التغطية مستمرة
يرسم اليوم وائل الدحدوح لوحة فريدة من رباطة الجأش وتقبل الأمر، بل أن الأمر يتعدى ذلك الى مواصلة الالتزام المهني ونقل الخبر حتى لو كان الأهل هم الخبر، حتى أن الكثير من المتابعين شبهوا صبره بصبر نبي الله أيوب وان اختلف الابتلاء والعدو والظروف والمكان فان صبر الدحدوح اسطوري هو أيضا، لكن هو أمام خيارين لا ثالث لهما وهما أن يركن الى حزنه ويكتم الخبر أو أن يتغلب على حزنه ويكشف لهذا العالم بالحجة والبراهين عن توحش الكيان الصهيوني حتى لو كلفه ذلك أن يكون هو الدليل والخبر والحدث وأن يعري جبروت آلة القتل الصهيونية أمام رجل يحرك الكاميرا في أرجاء ساحة الحرب ويحمل مصدحا لا يقيه القصف ولا يشوش على الصواريخ الموجهة فقط لكي تستمر التغطية.
أي وائل قد يصمد مثلك يا رجل؟