دولي

قصف عنيف على جنوب قطاع غزة بعد إعلان "إسرائيل" انتهاء مرحلة العمليات المكثفة قريبا

غزة / وكالات - تعرّضت مناطق في جنوب قطاع غزة اليوم الثلاثاء 16 جانفي 2024 لقصف صهيوني عنيف بعد إعلان الكيان المحتل أن مرحلة العمليات المكثفة في الجنوب ستنتهي قريبا، وسط تواصل التصعيد في المنطقة.

وقصف الطيران الصهيوني خلال الليل منطقة خان يونس، كبرى مدن جنوب القطاع وحيث تتركز العمليات البرية والغارات الجوية منذ أسابيع.

وأعلن مكتب الإعلام الحكومي التابع لحماس أن الضربات الصهيونية على مجمل القطاع مساء الإثنين وخلال الليل أسفرت عن سقوط 78 شهيدا والعديد من الجرحى.

وصرّح وزير الدفاع الصهيوني يوآف غالانت أنه عند اندلاع الحرب بين الكيان الصهيوني وحركة حماس قبل أكثر من مئة يوم "أوضحنا أن مرحلة العمليات المكثّفة ستستمر لنحو ثلاثة أشهر".

وأضاف "هذه المرحلة تشارف على نهايتها في شمال قطاع غزة. في الجنوب، سنتوصل إلى ذلك وسينتهي الأمر قريبا"، مضيفا "يقترب الوقت الذي سننتقل فيه إلى المرحلة التالية"، من دون تحديد إطار زمني.

ونزح مئات آلاف الفلسطينيين من شمال القطاع المحاصر الى الجنوب بعد إنذارات صهيونية متتالية في الأسابيع الأولى من الحرب للإخلاء، وهربا من القصف والهجوم البري الصهيوني الذي بدأ في 27 أكتوبر 2023.

وأعلن الجيش الصهيوني في السادس من جانفي 2024 "تفكيك الهيكلية العسكرية" لحركة حماس في الشمال.

وقال غالانت إن "لواء خان يونس" في حركة حماس "يتفكّك كقوة مقاتلة".

وتابع "أعداؤنا كما أصدقاؤنا يتابعون الحرب في غزة وينظرون إلينا. مستقبل الكيان الصهيوني... يتوقف على نتيجة هذه الحرب"، بعدما صادقت الحكومة على ميزانية معدّلة للعام 2024 تتضمّن نفقات إضافية بقيمة 15 مليار دولار لتغطية كلفة الحرب.

واندلعت الحرب بعد هجوم غير مسبوق لحماس في السابع من أكتوبر 2023 على الكيان الصهيوني أدّى الى مقتل نحو 1140 شخصا، غالبيتهم من المدنيين، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى مصادر صهيونية رسمية.

وخطف نحو 250 شخصًا كرهائن، لا يزال 132 منهم محتجزين في القطاع، وفقًا للسلطات الصهيونية ، بعدما أُطلق سراح أكثر من مئة بموجب هدنة في أواخر نوفمبر 2023 ، لقاء الإفراج عن 240 أسيرا فلسطينيا من سجون صهيونية .

وردّا على الهجوم، تعهد الكيان الصهيوني بالقضاء على حماس و يشن منذ ذلك الحين حملة كثيفة من القصف والغارات المدمرة اتبعها بالهجوم البري، ما أدّى الى إستشهاد 24285 شخصا غالبيتهم الكبرى من النساء والفتية والأطفال، بحسب آخر حصيلة لوزارة الصحة في حكومة حماس.

وأعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، الاثنين مقتل اثنين من الرهائن الصهاينة الذين تحتجزهم.

ونشرت شريط فيديو لا يتضمن أي مؤشر إلى تاريخ تصويره، تظهر فيه امرأة هي أيضا رهينة تقول، وقد بدت تحت ضغط ظاهر، إن رجلين كانا محتجزين معها قتلا.

وقالت كتائب القسام في بيان إن الرهينتين قتلا في قصف صهيوني ، غير أن الجيش رفض "هذه الكذبة" منددا بـ"الاستغلال الوحشي للرهائن الأبرياء".

وفي غياب أيّ إشارة إلى وقف التصعيد، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مجددا الاثنين لـ"وقف إطلاق نار إنساني فوري" في غزة، مشددا على أن ذلك ضروري "لوصول المساعدات إلى المحتاجين إليها" في القطاع وكذلك "لتيسير الإفراج عن الرهائن".

وقال متحدثا إلى الصحافيين في نيويورك "ما زلنا نطالب بوصول إنساني سريع وآمن وبلا عقبات وموسع ومتواصل إلى قطاع غزة وعبره" مؤكدا أن "لا شيء يمكن أن يبرّر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني".

ويعاني سكان غزة من نقص في كل الخدمات والمواد الأساسية بعد أن شدد الكيان المحتل منذ الثامن من أكتوبر 2023 الحصار على القطاع الخاضع أصلا لحصار منذ العام 2007، تاريخ سيطرة حركة حماس عليه.

وحذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الأغذية العالمي في بيان مشترك الإثنين من "خطر مجاعة" و"تفشي أمراض فتاكة" في القطاع، لا سيما في فصل الشتاء.

وقالت ريدا عوض التي نزحت مع زوجها نبيل وأولادهما من شمال القطاع إلى رفح قرب الحدود المصرية، "الأطفال مرضى باستمرار ... ملابسهم غير كافية لتدفئتهم".

ويسود التوتر في مناطق عدة في المنطقة على خلفية حرب غزة.

فقد قُتلت الاثنين امرأة وأصيب 17 شخصًا آخرين بجروح في عملية دهس في مدينة رعنانا في وسط تل أبيب نفذها فلسطينيان ألقي القبض عليهما، وفق السلطات الصهيونية . وبين الجرحى فرنسيان، بحسب باريس.

على الحدود مع لبنان، أعلن الجيش الصهيوني خلال الليل تنفيذ غارات جديدة على "مواقع" لحزب الله في بلدة مارون الراس.

من جهة أخرى، أصيبت سفينة حاويات أميركية الإثنين قبالة سواحل اليمن بصاروخ أطلقه الحوثيون المدعومون من إيران. كما أفادت وكالة الأمن البحري البريطانية فجر الثلاثاء عن "حادث" جديد في البحر الأحمر، موضحة أن طائرة صغيرة حلقت فوق سفينة بدون التسبب بأضرار.

ويشنّ الحوثيون اليمنيون منذ أسابيع، هجمات قرب مضيق باب المندب وفي البحر الأحمر، تستهدف سفناً مرتبطة بالكيان الصهيوني أو متجهة إليها، وفق ما يقولون، دعماً للفلسطينيين.

ونفذت القوات الأميركية والبريطانية في نهاية الأسبوع الماضي عشرات الغارات على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين في صنعاء ومحافظات الحديدة وتعز وحجة وصعدة، ردّا على استهداف سفن في الممرات البحرية قبالة اليمن.

وفي تطور جديد، أعلن الحرس الثوري الإيراني أنه قصف بصواريخ بالستية ليل الإثنين الثلاثاء أهدافاً "إرهابية" في كلّ من سوريا وإقليم كردستان العراق، مؤكدا أنه "دمّر مقرّ تجسّس" و"تجمّعاً لمجموعات إرهابية معادية لإيران" في أربيل، عاصمة الإقليم.

وقال الحرس إن الضربات في العراق استهدفت مركز للموساد الصهيوني، مشيرا الى أنها رد على استهداف قادة "محور المقاومة"، في إشارة الى إستشهاد قيادي في الحرس الثوري قبل أسابيع في غارة صهيونية في سوريا، و إستشهاد قيادي في حماس وآخر في حزب الله في لبنان في غارات نسبت أيضا الى الكيان الصهيوني .