دولي

غارات "إسرائيلية" عنيفة على جنوب غزة بعد اتفاق لإيصال أدوية للرهائن

قطاع غزة / وكالات - شنّ الكيان الصهيوني فجر اليوم الأربعاء 17 جانفي 2024 غارات جوية مكثفة على مناطق في جنوب غزة، بعد ساعات من إعلان توصل الدولة العبرية وحماس بوساطة قطرية، الى اتفاق يتيح إدخال مساعدات إنسانية الى القطاع المحاصر وأدوية للرهائن المحتجزين لدى الحركة.
و أفاد شهود عيان بوقوع ضربات جوية ليلاً قرب مستشفى ناصر في خان يونس كبرى مدن جنوب القطاع حيث تتركز العمليات العسكرية منذ أسابيع.
وأشار شهود عيان الى أن الغارات أثارت الذعر لدى مئات النازحين الذين لجأوا الى المستشفى، بينما أعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس أن القصف الليلي على خان يونس ومناطق أخرى في قطاع غزة، أدى الى إستشهاد 81 شخصا على الأقل.
وقال مكتب الإعلام الحكومي التابع لحماس إن "الاحتلال يشن عشرات الغارات الجوية ويواصل القصف المدفعي المكثف في أعنف وأشرس عدوان الليلة على خان يونس" منذ بدء الحرب.
وأطبق الكيان المحتل حصاره على القطاع منذ التاسع من أكتوبر 2023 ، وقطع امدادات المياه والكهرباء والوقود.
ومنذ بدء الحرب، تدخل المساعدات الإنسانية بشكل متقطع بعد الموافقة الصهيونية عليها.
وتؤكد الأمم المتحدة ومنظمات دولية أن الكمية تبقى أقل بكثير مما يحتاجه 2,4 مليون نسمة يقطنون القطاع.
وحذّرت الأمم المتحدة من الوضع "الكارثي" وخطر الجوع الذي يتهدد القطاع حيث بات 85 بالمئة من أهله نازحين يقيمون في مدارس تابعة للمنظمة الدولية أو لدى أقارب أو في مخيمات عشوائية تعاني ظروفا مأسوية خصوصا في أيام المطر والبرد.
ونظرا للدمار الذي لحق بمناطق واسعة جراء القصف والعمليات العسكرية، يواجه سكان القطاع صعوبة في إيجاد مكان للعيش حتى متى انتهت الحرب.
وأظهر فيديو لوكالة "فرانس برس" الإعلامية دمارا واسعا في مخيم المغازي وسط القطاع الثلاثاء، حيث هدمت مبانٍ بأكملها، وغطى الركام الطرق والشوارع. وعمل سكان على البحث بين الحطام علّهم يعثرون على حاجيات لا تزال صالحة للاستخدام.
وخلال هجوم حماس خُطف نحو 250 شخصًا واحتجزوا رهائن، لا يزال 132 منهم في القطاع، وفقًا للسلطات الصهيونية . وقضى 27 رهينة في الأسر وفق تعداد لفرانس برس بناءا على أرقام معلنة.

وأكدت سلطات كيبوتس بئيري في جنوب الكيان المحتل الثلاثاء إنّ الرهينتين اللذين أعلنت حماس الإثنين أنّهما قتلا بقصف للجيش الصهيوني ، قد "تمّ قتلهما".
كذلك أطلق سراح أكثر من مئة رهينة بموجب هدنة في أواخر نوفمبر، لقاء الإفراج عن 240 أسيرا فلسطينيا من سجون صهيونية ، وفق وساطة قادتها قطر بالتعاون مع مصر والولايات المتحدة الأمريكية .

وأعلنت الدوحة الثلاثاء أنّ الكيان الصهيوني وحماس توصلا بوساطتها وبالتعاون مع باريس إلى اتفاق "يشمل إدخال أدوية وشحنة مساعدات إنسانية إلى المدنيين في قطاع غزة، لا سيما في المناطق الأكثر تأثراً وتضرراً، في مقابل إيصال الأدوية التي يحتاج إليها المحتجزون في القطاع".
وأعلن المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري أنّ "الأدوية والمساعدات سترسل اليوم الأربعاء إلى مدينة العريش" المصرية "على متن طائرتين تابعتين للقوات المسلحة القطرية، تمهيداً لنقلها إلى قطاع غزة".
وأكد نتانياهو الاتفاق موضحا أن "الأدوية ستنقل بواسطة ممثلين قطريين في قطاع غزة إلى وجهتها النهائية".
بدوره، أبدى البيت الأبيض الثلاثاء "تفاؤله" بشأن المباحثات التي تجرى بوساطة قطرية للتوصل إلى اتفاق جديد للافراج عن رهائن محتجزين في غزة.
وأوضح الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جو كيربي "لا أريد أن أقول الكثير بما أن لدينا مباحثات وكلنا أمل بأن تؤتي ثمارها قريبا".
وباستثناء هدنة الأيام السبعة أواخر نوفمبر 2023 ، تواصلت الحرب بلا هوادة منذ السابع من أكتوبر 2023 .
وينفذ الجيش الصهيوني عمليات قصف من الجو والبر والبحر، إضافة الى عملياته البرية داخل القطاع.
في المقابل، تعلن حماس وفصائل أخرى أبرزها حركة الجهاد الإسلامي، أن عناصرها يواصلون التصدي للجنود الصهاينة في الميدان، وإطلاق رشقات صاروخية نحو تل أبيب .
وأعلن الجيش الصهيوني مقتل جنديين إضافيين في قطاع غزة، ليرتفع عدد جنوده الذين قُتلوا منذ بدء الهجوم البرّي الصهيوني في 27 أكتوبر 2023، إلى 192 جندياً.
وحذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثلاثاء من أنّ مواصلة الكيان الصهيوني تنفيذ عمليات عسكرية غير دقيقة في غزة يطرح "خطراً على أمنها على المدى الطويل"، داعياً مجدداً إلى وقف لإطلاق النار.
وقال ماكرون "أقول ذلك لأنه يصبّ أمنياً في مصلحة الكيان المحتل على المدى الطويل بينما الاستمرار في شنّ عمليات كما تشنّ الآن يشكّل مخاطرة على المدى الطويل نظراً لما يخلّفه في المنطقة برمّتها على أمن الكيان المحتل نفسه".
وكان وزير الدفاع الصهيوني يوآف غالانت أعلن الإثنين أن العمليات المكثّفة في جنوب القطاع ستنتهي "قريبا"، من دون أن يحدد مدى زمنيا.
وأثارت الحرب في غزة مخاوف من اتساع نطاق التصعيد، إن في الضفة الغربية المحتلة حيث تزايدت الاقتحامات العسكرية الصهيونية وهجمات المستوطنين، أو على جبهات إقليمية أخرى مثل الحدود الصهيونية -اللبنانية حيث يتم تبادل القصف يوميا بين الجيش الصهيوني وحزب الله، أو في منطقة البحر الأحمر مع الهجمات التي يشنّها الحوثيون في اليمن ضد سفن تجارية يقولون إنها مرتبطة بالكيان المحتل .
وأعلن مسؤول أميركي الثلاثاء أن قوات بلاده شنّت ضربات استهدفت أربعة صواريخ كانت تهدّد سفنا مدنية وعسكرية.
وأتى ذلك بعد ساعات من تبنّي الحوثيين استهداف سفينة يونانية في البحر الأحمر.
وأكد ماكرون الثلاثاء أن فرنسا قرّرت "عدم الانضمام" للتحالف الذي تقوده واشنطن لتوجيه ضربات ضدّ الحوثيين "لتجنّب التصعيد" في المنطقة.
ودفعت هذه الهجمات وتصعيد التوتر العسكري في هذا الممر البحري الحيوي، بعدد من شركات الشحن والطاقة الى تحويل مسار سفنها لتفادي المنطقة.
وأكّدت ثلاث شركات يابانية للشحن البحري الأربعاء أنها علقت مرور سفنها في البحر الأحمر على خلفية تصاعد التوتر. وقال متحدّث باسم "نيبون يوسن" إنّ الشركة اتّخذت القرار "لضمان سلامة الطواقم"، بينما أكدت "ميتسوي أو إس كيه لاينز" و"كواساكي كيسن" أيضا الإجراء ذاته.
و أفادت وسائل إعلام أميركية الثلاثاء أنّ الولايات المتّحدة قرّرت إعادة إدراج الحوثيين على قائمتها للمنظمات "الإرهابية" على خلفية مهاجمة السفن.