دولي

غارات كثيفة على جنوب غزة وخلاف بين "إسرائيل" وواشنطن حول قيام دولة فلسطينية

غزة / وكالات - يقصف الجيش الصهيوني جنوب قطاع غزّة بشكل مكثّف اليوم الجمعة 19 جانفي 2024 وسط بروز اختلاف كبير في وجهات النظر بين الكيان الصهيوني وواشنطن حول قيام دولة فلسطينيّة، واتّساع رقعة النزاع ووصوله حتّى سواحل اليمن.

وفي الساعات الأولى من يوم الجمعة أفاد شهود عيان بإطلاق نار وغارات جوّية في مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزّة حيث يقول الصهاينة إنّ العديد من أعضاء القيادة المحلّية لحركة حماس الإسلاميّة الفلسطينيّة يختبئون.

وتحدّث الهلال الأحمر الفلسطيني عن قصف مدفعي "مكثّف" في "محيط" مستشفى الأمل، في وقت أفادت وزارة الصحة التابعة لحماس عن إستشهاد 77 شخصا وإصابة العشرات بجروح.

وقال الجيش الصهيوني إنّ "جنودا مدعومين بالمدفعيّة والطيران قضوا على عشرات الإرهابيّين "في خان يونس، مشيرا إلى أنه تمكّن من الوصول إلى "أقصى منطقة جنوب قطاع" غزّة منذ بداية العمليّة البرّية التي بدأت في أقصى شمال القطاع الفلسطيني.

في غزّة، حيث نزح حوالى 80% من السكّان بسبب الغارات أو القتال، لا يزال الوضع الإنساني حرجا. وأعلنت منظّمة الصحّة العالميّة ليلا أنّها أحصت 24 حالة من التهاب الكبد "أ"، وهو عدوى فيروسيّة في الكبد، فضلا عن "الآلاف" من حالات متلازمة اليرقان المرتبطة "على الأرجح" بانتشار التهاب الكبد.

وكتب رئيس منظّمة الصحّة العالميّة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس عبر منصة إكس أنّ "الظروف المعيشيّة غير الإنسانيّة - وسط قلّة توافر مياه الشرب والمراحيض النظيفة وعدم القدرة على الحفاظ على نظافة المناطق المحيطة بها - ستؤدّي إلى انتشار التهاب الكبد +أ+ بشكل أكبر".

وقال رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتانياهو الخميس "لن نكتفي بأقلّ من انتصار تامّ، ما يعني القضاء على القادة الإرهابيّين، وتدمير قدرات حماس العملانيّة والعسكريّة، وعودة رهائننا إلى ديارهم، ونزع سلاح قطاع غزّة مع سيطرة أمنيّة كاملة للكيان المحتل وعلى كل ما يدخل" إلى القطاع.

وشدّد على أنّ "النصر سيتطلّب أشهرا عدّة"، مضيفا "يجب أن يكون للكيان المحتل سيطرة أمنية على كامل الأراضي الواقعة غرب نهر الأردن. هذا شرط ضروري يتناقض مع فكرة السيادة الفلسطينية".

وعندما سئل عن تصريحات نتانياهو، رد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي "واضح أننا نرى الأمور بشكل مختلف".
والولايات المتحدة، الحليف الرئيسي للكيان الصهيوني والداعم الأساسي لها في عمليّتها ضدّ حماس، تُكرّر من جانبها أنّ إنشاء دولة فلسطينيّة قابلة للحياة والاعتراف بها هو أمر ضروري لتحقيق "أمن حقيقي".

ونفّذ الجيش الصهيوني خلال الليل مداهمات في قطاعات مختلفة من الضفة الغربية المحتلّة، خصوصا في طولكرم حيث أحصت وزارة الصحّة التابعة للسلطة الفلسطينيّة ستّة شهداء على الأقلّ منذ الأربعاء.

وفي ردّه على تصريحات نتانياهو، قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة "دون قيام دولة فلسطينية مستقلة بعاصمتها القدس الشرقية على حدود العام 1967، لن يكون هناك أمن واستقرار في المنطقة".

وأضاف وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أن "المنطقة برمتها على فوهة بركان جراء السياسات العدوانية التي تنتهجها سلطات الاحتلال الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة".

ويخشى المجتمع الدولي اتّساع نطاق النزاع، وسط تبادل يومي لإطلاق النار على الحدود الصهيونية اللبنانيّة، وزيادة هجمات الحوثيّين ضدّ سفن تجاريّة في البحر الأحمر وخليج عدن وتكثيف الضربات الأميركيّة ضدّ مواقع لهم في اليمن.