الطبوبي في الذكرى 78: 300 فلسطيني يستشهدون كل يوم وتحية اكبار لدولة جنوب افريقيا
الشعب نيوز/ تونس - أفرد الاخ نورالدين الطبوبي الحرب المفروضة على الشعب الفلسطيني في غزة بجزء هام من كلمته بمناسبة الذكرى 78 لتاسيس الاتحاد فقال "إنّ حرب الإبادة التي تُشنّ على شعبنا في فلسطين، من قبل الصهيونية والقوى الاستعمارية الأمريكية والبريطانية والأوروبية والأنظمة العربية المطبّعة مع كيان الاحتلال، هي حرب غير مسبوقة يُقتل فيها أكثر من 300 فلسطيني يوميّا منذ مائة يوم ونيف، وتستعمل فيها كلّ أسلحة الدّمار بما في ذلك الأسلحة المحرّمة دوليّا وتلعب فيها الولايات المتحدة الأمريكية دورا مباشرا عبر التسليح والتمويل والدعم الاستخباراتي وحضور مجالس الحرب وتقديم الغطاء السياسي والعربدة ضدّ كلّ القوى والدول التي تناصر الحقّ الفلسطيني وتعمل على وقف التقتيل والتدمير والحصار والتهجير.
حرب غير مسبوقة فيها كل الاسلحة
وفي المقابل فقد استطاعت المقاومة الفلسطينية الباسلة تدمير صورة الجيش الذي لا يقهر وإذلال سمعة المخابرات التي تدّعي أنّها الأفضل في العالم وهو ما دفع بقيادات الكيان الصهيوني المتوحّش إلى شنّ حرب إبادة وإلى ارتكاب مجازر إضافة إلى تدمير البنى التحتية والمدارس والمستشفيات والمخابز والمرافق العامة والأحياء السكنية ليعيد غزّة عقودا إلى الوراء ويدفع بمئات الآلاف من سكّانها الذين هم في الأصل لاجئون منذ نكبة 1948 إلى النزوح والبحث عن ملاجئ جديدة.
ولقد بات واضحا اليوم أنّ هذه الحرب الجديدة وما خلّفته، وما زالت، من مجازر ودمار إنّما الغرض منها القضاء على المقاومة وكلّ فكر ممانع وكلّ جهد صامد وذلك بهدف تهجير الفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية نهائيا وفسح المجال واسعا أمام التطبيع الشامل مع دولة الكيان المحتلّ وتعميم اتّفاقيات أَبْرَاهَامْ على كلّ دول المنطقة كخطوة أساسية لإقامة الشرق الأوسط الجديد الذي تخطّط له الإدارة الأمريكية بالتنسيق مع الكيان الصهيوني منذ أكثر من عقد.
موقف مشرف للدولة التونسية
ولئن سبق وثمّنّا الموقف المشرّف للدولة التونسية من الحقّ الفلسطيني وإذ أحيّي في نفس السياق كلّ الدول الشقيقة والصديقة وكلّ قوى الحرية والعدل والسلام التي تقف ضدّ هذا العدوان الهمجي والتي هبّت لنصرة الشعب الفلسطيني ومساندة حقوقه الوطنية المشروعة والتي تقوم بكلّ ما هو ممكن في سبيل الوقف الفوري لهذه الحرب الإجرامية، فإنّنا نشجب بشدّة الموقف المخجل لجامعة الدول العربية وتواطؤ بعض الأنظمة العربية مع الكيان الصهيوني وخذلانها لأهلنا في غزّة والضفّة الغربية وإدارة ظهرها لإرادة شعوبها المؤيّدة والداعمة للحقّ الفلسطيني.
كما نُدين بشدّة موقف غالبية حكومات الدول الغربية وفي مقدّمتها الإدارة الأمريكية الداعم المباشر للعدوان والتي سقط عنها قناع حقوق الإنسان والمساواة بين الشعوب بعد أن أمعنت في اعتماد سياسة المكيالين كلّما تعلّق الأمر بالقضية الفلسطينية. كما ندين اعتدائها على اليَمَن رغبة في عقاب الشعب اليمني وقواها المقاومة على موقفهم الداعم للشعب الفلسطيني.
وعلى الرغم من التعتيم والتشويه في وسائل الإعلام وخاصّة منها الغربية وما عمدت إليه بعض الدول من سنّ لقرارات جزرية لمنع الاحتجاج وإعاقة التضامن مع الشعب الفلسطيني، فقد جاء رد الفعل الشعبي سواء في عواصم التطبيع أو في كبرى العواصم والمدن في العالم وبخاصّة في البلدان الأكثر تأييدا للكيان الصهيوني مدويا من خلال خروج الملايين من الجماهير في كلّ أنحاء الدنيا بما في ذلك في أمريكا وبريطانيا وفرنسا متضامنة مع فلسطين وشعبها.
ومن واجبنا توجيه تحيّة الإكبار والتقدير والشكر إلى دولة جنوب إفريقيا التي بادرت برفع قضيّة إلى محكمة العدل الدولية لإدانة الكيان الصهيوني بجريمة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي وتوجيه التحيّة إلى رئيسها ووزير العدل فيها ومحاميها الذي أبدعوا في كشف الحقيقة الإجرامية للكيان الغاصب الذي اقتات طويلا بالمظلومية وبنى عليها فكره الصهيوني وطبّقها على الفلسطينيين عبر حروب إبادة انطلقت منذ 1947 وتكرّرت على امتداد أكثر من 70 سنة في محاولة للقضاء عليه وليحقّق فكرة "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض".
مواصلة جهد الدعم حتى تحقيق النصر
منذ اليوم الأوّل للعدوان بادرنا صحبة شركاء لنا من منظّمات وجمعيات وأحزاب في اللجنة الوطنية لدعم المقاومة في فلسطين واللجان الجهوية المنبثقة عنها، بتنظيم كلّ أشكال الدّعم والتضامن مع شعبنا الفلسطيني وأهالينا في غزّة بل إنّنا أعطينا الأولية لتجسيم هذا الدعم على حساب قضايا اجتماعية كانت مطروحة قبل العدوان وتمّ تأجيلها. وإنّي أغتنم هذه الفرصة للتوجّه بالشكر إلى كلّ النقابيات والنقابيين وطنيّا وقطاعيا وجهويا ومحليا على ما قاموا به في هذا الصدد من تنظيم لمسيرات الدعم والتضامن والمشاركة بها ومن مساهمة في تجميع المساعدات العينية عن طريق الهلال الأحمر، وأدعوهم بالمناسبة إلى مواصلة هذا الجهد وتكثيفه والاستمرار فيه حتّى تحقيق النصر واسترداد الحقوق المسلوبة مستلهمين معاني التضامن والفداء من أرواح شهدائنا وشهداء فلسطين، وسائرين على خطى الشهيد المؤسّس فرحات حشّاد الذي أصدع بموقفه وموقف الاتّحاد من اغتصاب فلسطين وكان وراء تطوّع العديد من الشباب التونسي للالتحاق سنة 1948 بصفوف المقاومة الفلسطينية وواصل النقابيون على دربه تقديم كلّ الإمكانيات المتاحة والدعم المعنوي للمقاومة الفلسطينية وللشعب الفلسطيني على امتداد عقود وعقود بلا كلل ولا ملل وبلا مَنٍّ أو تبجّح فهو واجب تضمّنته مبادئ الاتحاد وقانونه الأساسي وسطّرته مسيرة زعمائه وقادته سنبقى حافظين فيه للعهد، أوفياء لمسيرة حشّاد، مؤيّدين وداعمين ومنتصرين لقضية شعبنا الفلسطيني رافضين الاعتياد والتطبيع مع جرائم الإبادة ومظاهر التقتيل حتّى تحقيق النصر وتحرير كامل الوطن وإقامة الدولة المستقلّة وعاصمتها القدس الشريف."
خطر التغلغل الصهيوني في بلادنا مازال قائما
وختم الاخ الامين العام كلمته بالاشارة الى ما قام به الاتحاد في علاقة بالمنظّمات الدولية النقابية وبمنظّمة العمل الدولية "منتقدا مواقفها غير المنصفة للشعب الفلسطيني الواقع ضحيّة جبروت وعنجهية محتلّ عنصري فاشي، ولحثّها على تكثيف التضامن وتصعيد التحرّكات للوقف الفوري لهذا العدوان الغاشم وفتح المعابر وفكّ الحصار والضغط لإنهاء الاحتلال ودعم صمود الشعب الفلسطيني وتمكينه من حقوقه الوطنية المشروعة كاملة. وسنواصل اتّصالاتنا مع أشقائنا النقابيين وأصدقائنا ورفاقنا بالحركة النقابية العالمية من أجل مزيد حشد الدعم للشعب الفلسطيني ولنضال طبقته العاملة وللتصدّي لآلة الدعاية الصهيونية."
وجدد بالمناسبة "الطلب الشعبي الداعي إلى سنّ قانون لتجريم التطبيع، ونؤكّد أنّنا ماضون من أجل سنّ هذا القانون ولن نقبل التبريرات الواهية والتعلّات الضعيفة، فخطر التغلغل الصهيوني في بلادنا تحت أقنعة التبادل التجاري والأكاديمي والثقافي ليس جديدا وسيظلّ قائما مادام هذا الكيان الغاصب موجودا ومادام هناك من يساعده ويسعى إلى فكّ عزلته وتُغريه منافع التعامل معه، إنّ سنّ قانونا يجرّم التطبيع في بلادنا سيساعد على تعميق عزلة الكيان المحتلّ وسيدعم صمود الشعب الفلسطيني ويشدّ أزر المقاومة."
طالع النص الكامل لكلمة الاخ الامين العام في الرابط التالي: