دولي

قلق دولي على خان يونس وقرار منتظر في محكمة العدل الدولية

غزة / وكالات -  تستمر المعارك الشرسة في خان يونس دافعةً آلاف الأشخاص إلى الفرار فيما تتجه الأنظار إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي الهولندية  التي قد تأمر  الكيان الصهيوني  بوقف حملته العسكرية على قطاع غزة من دون أن تكون قادرة على إلزامه به.

وأعربت الأسرة الدولية في الساعات الأخيرة عن قلقها على المدنيين في جنوب قطاع غزة ولا سيما في خان يونس حيث تسبب قصف من دبابات أصاب مركزا يؤوي نازحين تابعا لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، بإستشهاد 13 شخصا.

فبعد الولايات المتحدة الأمريكية ، نددت فرنسا بهذا القصف داعية الكيان المحتل إلى احترام القانون الدولي  من دون أن تتهمه مباشرة بالوقوف وراء هذه الضربة فيما أعربت برلين عن قلقها البالغ حيال الوضع اليائس  للمدنيين في خان يونس. 

وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية " وفا"  أن القصف كان متواصلا  يوم أمس الخميس 25 جانفي 2024  في خان يونس حيث يعتبر الجيش الصهيوني  أن قيادة حماس تختبئ ويتهم الحركة الإسلامية الفلسطينية بشن هجمات من محيط مستشفيات محلية. 

وصباح اليوم  الجمعة 26 جانفي 2024 ، أفادت وزارة الصحة التابعة لحماس بسقوط 120 شهيدا  في قطاع غزة مساء الخميس والليل الماضي مع وقوع معارك كثيفة في محيط مستشفى ناصر في خان يونس. 

في الأيام الأخيرة فر آلاف الأشخاص من خان يونس باتجاه مدينة رفح عند الحدود مع مصر إلى حيث انتقل غالبية النازحين جراء الحرب البالغ عددهم 1,7 مليون نسمة. 

وقال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني إن "مدا بشريا يضطر إلى الفرار من خان يونس للانتقال إلى الحدود مع مصر" متحدثا عن "بحث متواصل عن الأمن" لسكان غزة منذ بدء الحرب. 

ويؤكد الجيش الصهيوني  أنه "يحاصر" خان يونس مسقط رأس قائد حماس في قطاع غزة يحيى السنوار الذي يعتبره الكيان المحتل  مهندس هجوم الحركة غير المسبوق في السابع من أكتوبر 2023  داخل الأراضي الصهيونية. 

واندلعت الحرب في قطاع غزة إثر هذا الهجوم الذي أسفر عن مقتل 1140 شخصا داخل الدولة العبرية ، معظمهم مدنيون، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى أرقام رسميّة صهيونية. 

وأُسر  خلال الهجوم نحو 250 شخصا لا يزال 132 منهم محتجزين في قطاع غزة، بحسب السلطات الصهيونية . ويرجح أنّ 28 على الأقل لقوا حتفهم. 

وردّاً على الهجوم، تعهّد الكيان الصهيوني  القضاء على الحركة، وينفّذ منذ ذلك الحين حملة قصف مدمّر أتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر 2023، ما أسفر عن سقوط 25900 شهيد  معظمهم من النساء والأطفال، بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس. 

إزاء هذه الحصيلة الهائلة والدمار اليومي، رفعت جنوب إفريقيا شكوى عاجلة الشهر الماضي إلى محكمة العدل الدولية تتهم فيها الكيان الصهيوني  بانتهاك اتفاقية الأمم المتحدة لمنع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، المبرمة العام 1948 إثر محرقة اليهود إبان الحرب العالمية الثانية. 

ويتوقع أن تتخذ أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة بعد ظهر اليوم الجمعة  تدابير عاجلة بغية حماية المدنيين في غزة من دون أن تبت في جوهر القضية. وفيما قرارات المحكمة مبرمة وملزمة قانونا، إلا أنها لا تملك أي وسيلة لتنفيذها. 

وتعهدت حركة حماس الخميس احترام وقف إطلاق النار في حال أمرت به المحكمة ومقرها في لاهاي، في حال أقدم  الكيان المحتل  على الخطوة نفسها. 

وينتقد  الصهاينة  بشدة هذه الشكوى لكنها منخرطة في مباحثات للتوصل إلى اتفاق هدنة يشمل الافراج عن رهائن في مقابل أسرى  فلسطينيين في السجون الصهيونية. 

وذكرت صحيفة واشنطن بوست وموقع "اكسيوس" الاخباري أن رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) وليام برنز سيتوجه في الأيام المقبلة إلى أوروبا للقاء نظيريه الصهيوني  والمصري ورئيس الوزراء القطري أملا بالتفاوض على هدنة.

لكن نتانياهو اعتبر دور الوساطة الذي تقوم به قطر "إشكاليا"، وفق تسجيل صوتي حصلت عليه القناة الثانية عشرة العبرية.

وتستضيف قطر القيادة السياسية لحركة حماس التي يصنفها الكيان الصهيوني  والولايات المتحدة الأمريكية  والاتحاد الأوروبي على أنها منظمة "إرهابية".

واستنكرت قطر بشدة مساء الأربعاء التصريحات المنسوبة لرئيس الوزراء الصهيوني . 

وردا على سؤال في واشنطن رفض الناطق باسم الخارجية الأميركية فيدانت باتيل التعليق على كلام نتانياهو لكنه وصف قطر بأنها شريك "لا غنى عنه".