"بلينكن يزور الشرق الأوسط للدفع باتّجاه هدنة بين حماس و "إسرائيل
غزة / وكالات - توجّه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى الشرق الأوسط اليوم الاثنين 5 فيفري 2024 في جولة جديدة تهدف لضمان التوصل إلى هدنة في الحرب بين الكيان الصهيوني وحماس، بينما يتواصل القتال في جنوب غزة.
وفي خامس زيارة يقوم بها إلى المنطقة منذ الهجوم الذي شنّته حماس داخل الكيان المحتل في السابع من أكتوبر 2023 وأدى إلى اندلاع الحرب، يتوقع بأن يتوقف بلينكن في السعودية و الكيان الصهيوني ومصر وقطر.
وشدد قبل الزيارة على ضرورة "الاستجابة بشكل عاجل إلى الاحتياجات الإنسانية في غزة"، بعدما دقّت مجموعات الإغاثة مرارا ناقوس الخطر حيال التداعيات المدمّرة للحرب التي تقترب من دخول شهرها الخامس، على القطاع المحاصر.
و باتت رفح التي أعربت الأمم المتحدة عن قلقها العميق من انفجار الوضع فيها في ظل تفاقم "اليأس" تؤوي أكثر من نصف سكان غزة البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة بعدما نزحوا جراء العمليات العسكرية الصهيونية .
تقدّم الجيش الصهيوني نهاية الأسبوع الماضي جنوبا باتّجاه المدينة الحدودية، محذّرا من أن قواته البرية قد تدخل رفح في إطار العملية الرامية "للقضاء" على حماس.
وصباح الاثنين، أفادت مصادر تابعة لوكالة الأنباء الفرنسية " فرانس برس" عن سماع دوي قصف مدفعي في مناطق شرق رفح وخان يونس، المدينة الرئيسية في غزة.
و يفيد الكيان الصهيوني بأن عناصر حماس أعدّوا في خان يونس لهجوم السابع من أكتوبر ، وبأن كبار المسؤولين في حماس يختبئون في المدينة.
إستشهد 128 شخصا، معظمهم نساء وأطفال، في القصف الصهيوني ليل الأحد الاثنين في القطاع المحاصر، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.
وأكد المكتب الإعلامي التابع لحكومة حماس بأن القصف الصهيوني تواصل على وسط وجنوب القطاع الساحلي، بما في ذلك على مسافة قريبة من المستشفيات.
وأعلن الجيش الصهيوني بأن جنوده واصلوا تنفيذ "غارات مستهدفة" في وسط وشمال غزة.
وأضاف أن قواته قتلت في خان يونس "عشرات الإرهابيين الذين نفّذوا كمينا ضد الجنود في أنحاء المدينة".
ويتوقع بأن يناقش بلينكن لدى وصوله إلى المنطقة مقترح هدنة وُضع خلال اجتماع عقده كبار المسؤولين الأميركيين و الصهاينة والمصريين والقطريين في باريس الشهر الماضي.
بات التحرّك الدبلوماسي أكثر إلحاحا مع ازدياد الهجمات التي تشنّها مجموعات مدعومة من إيران تضامنا مع حماس، ما دفع الولايات المتحدة لتنفيذ ضربات مضادة.
ينصّ مقترح الهدنة الجديد على وقف القتال لمدة ستة أسابيع مبدئيا، بينما تفرج حماس عن الرهائن مقابل أسرى فلسطينيين، وفق مصدر في الحركة الإسلامية.
لكن حماس أكدت أنه لم يتم بعد التوصل إلى أي اتفاق بينما أعرب بعض المسؤولين الصهاينة عن معارضتهم لأي تنازلات.
و يعيش سكان غزة في ظروف إنسانية قاسية، وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) عبر منصة التواصل الاجتماعي إكس إن "هناك محدودية شديدة في الوصول إلى المياه النظيفة والصرف الصحي وسط القصف المستمر".
يطال جدل حاد الأونروا نفسها بعدما اتُّهم 12 من موظفيها بالتورط في هجوم السابع من أكتوبر الذي شنته حماس.
وعلّقت أكثر من عشر دول، على رأسها الولايات المتحدة، تمويل الوكالة بعد ورود الاتهامات.
وحذّر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في مقال الأحد من أن وقف تمويل الأونروا يمثّل تهديدا وجوديا للوكالة التي توفر "مساعدات حيوية لأكثر من 1,1 مليون شخص في غزة يعانون من جوع كارثي وتفشي الأمراض".
وأعلنت الأمم المتحدة بأنها ستدقق في عمليات الهيئة.
وقبل مغادرته متوجها إلى المنطقة، أفاد بلينكن بأن الأزمة الإنسانية ستكون من بين القضايا التي سيركز عليها.
وكشف بأنه قال لوزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إن "التعامل بشكل عاجل مع الاحتياجات الإنسانية في غزة وتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط هي أولويات نتشاركها مع السعودية".
كانت الدولة الخليجية تفكّر في إقامة علاقات مع الكيان الصهيوني قبل اندلاع الحرب.
وبعد محادثات أجراها في جانفي الماضي مع الحاكم الفعلي للسعودية، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، قال بلينكن إنه لا يزال يرى "اهتماما واضحا" بتطبيع العلاقات.
و تأتي زيارة بلينكن إلى الشرق الأوسط في وقت صرّح وزير الأمن القومي الصهيوني إيتمار بن غفير لصحيفة وول ستريت جورنال "بدلا من أن يقدم لنا دعمه الكامل، ينشغل (الرئيس الأميركي جو) بايدن في تقديم المساعدات الإنسانية والوقود (لغزة) التي تذهب لحماس". وجاء ذلك في أعقاب فرض واشنطن عقوبات على أربعة مستوطنين في ظل تصاعد العنف ضد المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.
وفضلا عن الانقسامات ضمن حكومته، يواجه نتانياهو أيضا غضبا شعبيا حيال مصير باقي الرهائن.
وتظاهر المئات في تل أبيب السبت للمطالبة بانتخابات مبكرة.
وفي اليوم التالي، احتشد العشرات في لندن للفت الأنظار إلى النساء والفتيات المحتجزات لدى حماس.
وبحسب نائبة رئيس بلدية القدس فلور حسن ناحوم، لا تزال حماس تحتجز ما بين 17 و20 امرأة وفتاة.
وقالت خلال التجمع "كل ما نعرفه هو ان كل يوم اضافي يقضينه في الأسر يزداد حالهن سوءا وتتضاءل فرص خروجهن".